التمرد ... عصيان أم اثبات وجود ... (1) التمرد باختصار ... حالة نفسية تدعو إلى الخروج عن المألوف ... وقد تكون لا إرادية ... وقد تكون أنفة عن حالة معينة تعلوها الرتابة المملة ... وقد تكون غير ذلك ... التمرد ... لحظة انتصار ... يتخللها نفس عميييق ... يعبر عن ارتياح تام ... بل ويتخللها طعم إدمان ... التمرد ... صورة لإثبات الذات ... تلك الحالة النفسية ... التي يبحث عنها الشاب المراهق دون العشرين ... ويبحث عنها كذلك الرجل الكهل الذي ناهز الخمسين ... ( والعهدة على علماء النفس ) ... (2) المألوف ... قد يكون ركام من العادات المكتسبة في مجتمع من المجتمعات في ظل ظروف اقتصادية وتعليمية معينة ... والمألوف قد يكون قيم حقيقية أفرزتها ثقافة تلك المجتمعات من خلال ثوابتها التي تمثل عصب وجودها ... المألوف ... صورة يبلورها لنا مَن حولنا ... ويعطيها قيمة عالية ، أو ربما يضعها في الحضيض ... حسب جودة ورداءة مصادر التلقي لديه ... المألوفات ... التي أسْنت بمياه حياتنا ، مرض عضال ...خسرنا بسببه الكثير ... وضيعنا تحت وطأته من حقوقنا وحاجاتنا الكثير والكثير ... وبالمقابل ... كم هي المألوفات التي رمينا بها عرض الحائط ... ففقدنا بسببها من قيمتنا وكرامتنا الكثير والكثير ... (3) يا قوم ... أين يريد من عَشق التمرد بالمقلوب ؟! هل يبحث عن نشوة انتصار في هدم مألوفٍ الحياة بدونه تيه وضياع ؟! هل يجد نفسه وقيمته في تمرد تمليه متغيرات الحياة السريعة ؟! هل يعلم بطل هذا التمرد ... أنه الحسّابة عنده تعدّ في عالم الخسران ؟! إن هذا التائه ... قد تمرد بما تعنيه هذه الكلمة في قواميسها ... لكننا ندعوه إلى تمرد غير هذا ... (4) وأخيرا ... نحتاج ان ننفض الغبار عنا ... نفضة رجل واحد ... وإياكم أن تظنوا أن ذلك سيتم لنا بلا ثمن ... فلسنا في لحظة رسم حلم جميل ... بل نحن في لحظة صناعة حياة ربانية كريمة ... لن تغيّر شيئا حولك ولن تستطيع ... إلا بتأففات الكثير ممن حولك ... وقد يكون فيهم من تستغرب منه استغرابه فعلَك ... وما عليك إلا أن تتذكر أنك أمام هدف نبيل ... يشهد له رب السماوات والاراضين ... إن هذه اللحظة ... لحظة تمرد محمودة ... شمخَت بهدفها ... واستمتَعت بصولاتها وجولاتها ... وشاشت بانتصارها وحسن تحليقها ... لا أدري لماذا رأيتُ أن هذا المفهوم يحقق مرادي منه فاستخدمته ... لكن الأكيد أنني جربته في مواقف كثيرة في حياتي ... فوجدته لذيذا ... خارجنا الله وإياكم ...