توضيح – كنت قد فرحت كثيراً برد " الحياة life" على موضوعي السابق وجهزت عدة ردود ومقالات ولكن بعد نزول المقال الإنشائي للطالب الابتدائي عن زيارة الصين – أعدت النظر في كثير مما كتبت لفظاً ومضموناً ( لقد أصابتني بمرض الديسلكسيا ) هل تعرفه ؟ هنا ما اختصرته لكم موضعاً وهناك في الزاوية الثانية ما اختصرته لكم رداً .. سأحاول أن أنام نومة كهفية لعل ما كتب عن زيارة الصين يغادر ذاكرتي وهذا هو الموضوع , وأعلن انسحابي حتى يصفو ذهني فقد " فرّمت ذاكرتي " من أجل إعادة تحميل مادة ذهنية جديدة . من المهم الإشارة في البدء أنني ضد الشخصنة في الرأي .. أو التعليق .. أو الرد .. وإن كنت قد حلّلتكم من قبل إلا إن هذا لا يمنح أحدا بعد الآن الحق باستثارتي وأبدأ فأقول : اللهم اجعل حروفي هذه برداً وسلاماً على جامعيي طريب وأعداء القبيلة .. ومن يقرأها وينظر إليها سطوراً مرصوصة مرصوفة أمام عينيه في الشاشة من غير أهل طريب وأجعلها سبباً وجيهاً مباشراً في إيقاظ العقل ونبش الذاكرة لدى أبنائنا المؤهلين بالعلم والعقل معاً من أجل طريب وأهله .. حين ضربت الموعد معكم على الخميس القادم3 / 1 / 1432ه أعزائي المتصفحين كنت أمني النفس بحصول أكبر عدد ممكن من الردود التفاعلية الصادقة التي تقول نحن هنا من الإخوة الذين همهم ويهمهم ما ورد في كلامي السابق – حاكموا العقل لا القبيلة - .. ثم بحثت عن محفزات تستثير المخزون الثقافي والمكاني لدى هؤلاء الأعزاء في الكلمة اللاحقة – هذا ما أخشاه منكم – لكني بعد كل هذا خرجت خلو اليمين صفر الشمال وبصدمة وان كنت قد توقعتها وقالها قبلي المثل الشعبي .. قال صفو صفين .. قال حنا اثنين. فلم أجد إلا نفسي وقلمي .. وثلاثة يرفضون التعميم حسب فهمهم وتشنجوا بجاهلية العلم وعلم الجاهلية .. هذا قدرهم والله المستعان .. ثم أنهم تمترسوا خلف الأسماء المستعارة فهل معنى هذا أن ليس في طريب وأهله من الجامعين إلا هؤلاء الثلاثة أو حتى الأربعة وخامستهم الحياة الغبية لا لقد كنت اعي ما أقول والدليل أن الردود لا يمكن الاعتداد بها كنسبة وهو سبب تعميمي فالواقع الذي أعرفه وانطلقت منه يلغي كل النظريات التي قيلت لكم في الجامعة .. وإن كنتم منصفين فأين هم الجامعين ؟ .. ماذا يعملون ؟ .. بماذا يفكرون ؟.. وكيف يفكرون ؟.. أنا هناك سأرد على طريقتي ولن اشخّص الردود كما فعل المعقبين علي لأن شخصنة الرد إفلاس فكري .. أما ندى وسناء فقد نظرتا بعقل للموضوع وقالتا ما يستحق الاهتمام بعقل ثم توارتا بوعي وبينهم وبين الآخرين بوناً شاسعاً في الفهم والتفاهم , ولن أزيد لأنهما بخلتا بالرأي وهذا من حقهما . . أما البقية فإن ما حملته آرائهم كانت فقيرة فكرياً بحيث أنه يمكن اختصار الإجابة بكلمة واحدة .. أحسن الله عزائنا في العقول المؤهلة بالجامعة لكنني أريد أن أقول هنا بعض الشيء .. لهؤلاء الأعزاء ... تحركوا في اتجاه الأعلى .. للأمام وليس للخلف والتخلف .. ولا لليمين فتركنوا كمياه آسنة غير صالحة للاستعمال الآدمي ولا للشمال فتسقطوا في فوهة الحياة السيئة السحيقة فتموتوا , ثم تكونوا نسياً منسياً .. مثل منازل الطين الطريبية التي هجرها أهلها . أيها الأصدقاء .. هناك فرق بين التحاور والتناكف .. فالمناكفة تعني المخاصمة والعداوة في الرأي .. هنا يأتي رد الفعل بالتخفي خلف الاسم المستعار .. والتحاور بالحسنى والفهم من أجل مصلحة عامة يعني بالضرورة إعلان الاسم الصريح لأنك صادق ولا تخشى الفشل .. والاسم المستعار عادة يكون بسبب الخوف من السلطة والمتخفي يريد أن يوصل رسالة ما باسم مجموعة أو فئة من الناس نيابة عنهم .. للمجتمع أو للمسئول .. أو هروباً من الفشل .. وكل هذه أسباب ليست في قاموسي البتة .. ولا ضرورة لاستخدامها في هذه الصحيفة .. أيها الأصدقاء في ردودكم توجد مسافة لفظية بين حروفكم وهو ما يكشف التباين في الآراء والفهم المتدني للحوار من بعضكم .. هذا لا يمسني في شيء .. انه تأكيد لقولي أن جامعيينا لا يقرؤون كتاباً ولا يشاهدون برنامجاً ثقافياً وأن بعضهم لا يشاهد التلفاز ولا يحضر ندوة عامة ولا حتى يقرأ صحيفة " أليس هذا النوع من البشر أمياً مثل الحياة ؟ ً " ماذا تنتظر من مثل هذا الجامعي أليست هذه هي الأمية .. أسمعوني صوتاً أيها الأصدقاء .. صوتاً يشخص الواقع الذي نحن فيه – الجامعيين في النهار يهرولون في كل اتجاه .. وبمجرد أن يسدل الليل ستاره يعودون إلى ركن قصي من منازلهم في حضرة عشرين أميا يديرون أعينهم يمنة ويسرة وهو يستمعون فقط كأن على رؤوسهم الطير .. ثم يخرج الواحد منهم مترنحاً متخماً دون أن ينبس ببنت شفه ويركن للنوم بعد أن ملأ كرشه من الرز وعبأ دماغه بعامية الكلام هنا يأتي دور (الجاثوم والكوابيس والأحلام المزعجة ) .. وهكذا دواليك هي حياتهم اليومية .. ما يهمني أيها الأصدقاء هو أن تكون مخرجات اللسان والقلم من مكتسبات العقل الثقافي وليس العقل الاجتماعي والتلقيني ويهمني أن تكونوا من الذين فهموا رسالتهم في الحياة في هذا الزمن الذي نحن فيه في أمس الحاجة للمسلم القوي علماً وعقلاً ومنفعة وليس المسلم الضعيف الخامل المستكين المتقوقع على نفسه .. فإن عجزتم عن فهم هذا الدور وهذا الفهم فالثموا حجراً .. إنني منذ أربعين عاماً وأنا احضر الأمسيات والندوات والمحاضرات والمناسبات الثقافية حتى في أبها وما تشرفتُ بحضور جامعي من أهل طريب في هذه الأمكنة لا سعود ولا الحياة ولا غيره .. إن من المهم الإشارة إلى أننا كمجتمع نمر الآن بمرحلة فرضها واقع التراب ومحبيه واستدعى الأمر بكل أسف أن نضع الشهادات والعقول والقيم والعادات الاجتماعية الحميدة على قارعة الطريق ونتحول إلى حاويات للورق الأخضر .. هي في الواقع مرحلة أصبحت فيها المفاهيم معكوسة .. أصبحت فيها الخرقة تقف بتحدٍ مثل النخلة .. أو مثل سارية العلم ليس أمامنا في العموم إلا التسليم بأن الزمن تغيرت فيه الأدوات والمقاييس فأصبح الممكن مستحيلاً والمستحيل ممكناً .. والشواهد ليس فيكم من يجهلها .. نحن الآن كمجتمع في منطقة الوسط التي أشبهها ب - الميزانين – وهي التي ترونها عند استخدام المصعد في بعض البنايات وهي ما يعني انك لم تعد على الأرض فتخرج .. ولا أنت في الدور الذي تريده فتفتح المصعد وتمشي .. أدعو الله أن لا يتوقف المصعد في هذا الحيز وان يستمر في الصعود لا السقوط .. حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً . أيها الأصدقاء لنبدأ بأكثر الردود غرابة وتناقضاً لدرجة شد شعر فروة الرأس على ما ذكرته عن القبيلة والجامعيين وهو رأي من سمى نفسه بالحياة أو بسعود .. وقال أنه أستاذ .. كل شيء جائز .. مؤنث مذكر .. المهم أنه اسمه .. يقول أو هي تقول انه أو أنها لم يفهم أو تفهم سر التنصيف الذي قمت به .. أنا لم أصنف أحداً أيتها الحياة .. أنا سميت الأشياء بأسمائها .. قلت أن الجامعي في طريب له دور لم يقم به .. فهل أنت أستاذ واعي لما تقول أنت .. وأقول أنا .. انك من ضمن الجوقة أيتها الحياة .. ثم تقول إن صفة التعميم مرفوضة ومستهجنة .. أنا أسألك أيتها الحياة إذا كان التعميم مرفوضاً فكم بلغت نسبة الردود على ما ذكرته أنا وتعتبرينه أيتها الحياة تعميماً .. في الأسبوع الماضي قلت ليس فيه إلا أنا وقلمي .. وثلاثة وأنت رابعتهم أو خمسة وأنتي سادستهم ترفضون التعميم وفي طريب أكثر من 250 مئتين وخمسين جامعي .. ألا يحق لي التعميم .. أيتها الحياة .. الهروب إلى الأمام هذه لغة ليس هنا ولا في موضوعنا مكان لها من الإعراب وبالذات الحالة الخاصة .. أيها الأستاذ العزيز أو الحياة العزيزة تعددت الأسماء والغباء واحد قد تكوني متفرجة في مدرج طريب .. وحالتي الخاصة هي طريب الغالي وأهله الأغلى .. هذا هو السر الذي لم تفهميه من محب لطريب وأهله .. والحالة التي تقول إنني قد أكون مررت بها كانت حالة حب صادقة قديمة بدأت في طريب قبل خمسة وخمسين عاماً ولم تزل وهو ما تفتقدينه أنتي أيتها الحياة القاسية .. الحب هو طريب وأهله قبائله وأفراده .. إن كنتِ من أهل طريب فأنت ممن عنيتهم في حروفي كلها من الألف إلى الياء فماذا ستقدمين لطريب وأهله ؟ أم أن لديك عقدة ذنب باهته .. أما الشهادة فهي شهادة المتابعة .. أو المكافحة .. أو ثانوية .. سيان المهم هل تعرفها رحمك الله .. المقياس هو العقل لا الورق والوعد قدام فكرياً بأسلوب الساحر الساخر .. عليك بالأذكار ويمنع الاستعانة بصديق .."قبل موضوع الصين" ما أريد أن أقوله هو أن استخدامنا للجمل والكتابة الصحفية شيء والكتابة من أجل الكتابة الإنشائية شيء آخر . أستغفرك اللهم وأتوب إليك من كل قول أو فعل يغضبك أو يغضب مسلماً أو يضره.