قطرة مطر لاطفته متكئاً وقد غشاه من الهم ما غشيه ،،،، ولحظة صمت سقطت دمعة أب فقد ابنه ،،،، فأقبلت تلك الدمعة تجر ألم الفراق ،،، وفجأة لامست شفاه قطرة مطر ، فرفع بصره إلى السماء فيتساقط رذاذ المطر كأني به يلاطفه ملاطفة الحبيب لحبيبه بقوله لا تحزن فقطرة مطر لاطفته ورحمت حاله ، وغارت تلك القطرة من دمعته فأبت إلا أن تشاركه أحزانه هذا حال قطرة مطر ،، فكيف بحال إنسان قريب لا يزور قريبه حتى بعد وفات ابنه لا أدري لماذا هل هو الكبرياء أبى أن تتنازل عن حقك المصطنع لا أدري لماذا هل هو المال الذي أقنعك بأنك غني عن العالمين لا أدري لماذا هل هو العار لنفسك من أن تتواضع مع شخص عاش معك في رحم واحد لا أدري لماذا هل هي الزوجة التي منعتك من التعانق مع أخيك لا أدري هل الكره والأنانية والحسد المنقطع من أن تمد يدك للسلام لا أدري ... لا أدري فتباً للمال، وتباً للصديق، وتباً للنفس، وتباً للزوجة، وتباً لك شيء يمنعك من معانقتك لأقرب الناس إليك ألا آن لك أن تلاطف أبوك أو أخوك أو قريبك وتحن له ألا آن لك أن تمقت الكراهية التي نمت في قلبك على مر السنين ألا آن لك أن تضع حدا لهذا فأبنائك بنوا على باطل بكرههم لمن تكرهه ألا آن لك أن تصل رحما تمسكت بعرش الرحمن تستنجده ألا آن لك أن تخرس ألسنة جعلوكم (علكة )يمضغونكم ليل نهار ألا آن لك ،،، ألا آن لك م.علي بن مبارك النهاري