كفانا عذابا أقولُ: كفانا عذابا وقد آن أنْ نقفَ الآنَ معترفيْنِ بأن القصيدةَ أكبرُ من مستوى البوحِ ولنعترفْ بأنا فقدنا أصابعنا في الطريق إلى مطرٍ غامضٍ وما عاد يسعِفُنا صبرُ أيوبْ هل يا ترى ما زال أيوبُ ينظرُ من فتحةِ البابِ حتى يرى قلبَهُ عائدًا من منافيهِ - ليس عليكِ لنرجعْ لموضوعنا- كنتُ أقولُ: آن لقلبي وقلبك أن يرجعا كالسنونو إلى غابةٍ من طيوبْ أقولُ كفانا غيابا لأنّ شريطَ المسافةِ طال كثيرا وأكثرَ مما ظننا فماذا سنفعلُ إن غافلَ الوقتُ أسماءنا وانتظرناهُ حتى يؤوبْ فما عاد إلا بشيء من الانتظارِ وعدتُ بشيءٍ من الصبرِ أعلكهُ في المغيبْ أقولُ كفانا عتابا وهيا لنجمعَ أشلاءنا وما قد تبقّى من الحبّ نركبُ أولَ طائرةٍ ونلوّحُ للعابرين كطفلينِ قد وجدا في جدارِ المسافة متسعًا للتسللِ عبر الثقوبْ كفانا نصبّر أنفسنا بالسرابِ ونوهمُ أرواحنا بالإباء المزيفِ نقرأُ طالعنا في بريدِ المساءْ ونزرعُ أوهامنا كالقرنفلِ في أُصصِ الكبرياءْ وماذا عليّ إذا ما رجعتُ وقلتُ: كفانا عذابا بربكِ يكفيكِ نهرٌ من الدمعِ ظلٌّ من الشمعِ شيءٌ من اللغة الحامضهْ فلي خلفَ عينيكِ فصلٌ من المطر الموسميّ وسربٌ من المفرداتِ تكونُ قريبًا رثاءً لأنجمنا الشاردهْ وهل ثم شيءٌ تبقى من القولِ حتى يقالْ أقولُ: كفانا غيابًا وما زال يؤسفني أن يقالْ: شراعُ المسافةِ قد طالَ أكثرَ مما يجبْ ولا بدَّ لي أن أعودَ ولو عدتُ وحدي على أيّ حالْ!!