أشاد الكثير من المتابعين والنقاد بالخطوة التي أقدم عليها الاتحاد السعودي لكرة القدم باعتماد حملة "احترام" والتي تحمل شعار "الكرة لا تعني الكره". حيث أشاروا إلى أن هذه الخطوة تأخرت كثيراً من الاتحاد السعودي لغرس وتنمية مبدأ الاحترام في الوسط الرياضي بعد أن ملأه الاحتقان والتعصب في الآونة الأخيرة. وكانت هذه الحملة التي أعلن عنها الاتحاد السعودي لكرة القدم تهدف بحسب القائمون عليها إلى غرس وتنمية مبدأ الاحترام في البيئة الرياضية، وبناء الألفة وارتقاء السلوك لدى كافة المعنيين بهذه اللعبة؛ كي تعود المتعة والروح الرياضية إلى أجواء كرة القدم، ضمن بيئة آمنة وممتعة خالية من العنف والكراهية، وتطبيق قواعد الاحترام المتبادل المبني على الود والتسامح بين كافة أطراف اللعبة داخل وخارج الملعب. صحيفة سبورت السعودية استطلعت أراء عدد من الإعلاميين عن هذه الحملة ومرئياتهم حولها, وإن كانوا قد اختلفوا في مسببات التعصب إلا أنهم أشادوا بهذه الخطوة التي أكدوا على أنها ستقلل من الاحتقان الذي ساد بشكل كبير في الوسط الرياضي. الشمراني: تفاعل الأندية مطلوب لتفعيل هذه الحملة أكد الكاتب أحمد الشمراني على وجوب الوقوف من الجميع مع هذه الحملة التي أقرها الأمير نواف بن فيصل مطالباً الرياضيين بالبعد عن العبارات الإنشائية والفضفاضة, كما طالب بتطبيقها على أرض الواقع وعدم التنازل عنها بعد أول مواجهة, لاسيما أن هذا البلد مشهود ومشهور عنه التسامح. وعن التنافس الكبير الذي يشهده القطبان الاتحادي من جهة والأهلاوي من جهة أخرى والذي يغلب عليه طابع الإثارة والحماس الكبير بين الناديين وأنصارهم أجاب الشمراني بقوله "خلال الأربع السنوات الماضية أصبحت العلاقة بين الطرفين أكثر من جيدة, إذ لم يعد هناك تصعيد إعلامي مشترك أو اختراقات في الصفقات أو كسبها من النادي الأخر, مما قد يسهم في نجاح هذه الحملة التي تبناها الرئيس العام كون الأرض خصبة لإنشاء علاقة جيدة بين الرياضيين". ونبّه الكاتب المخضرم إلى أن علاقته على المستوى الشخصي مع الأخوة الاتحاديين كتاباً ورؤساء علاقة محبة واحترام وتقدير. وطالب الشمراني عبر "سبورت السعودية" بأن تتفاعل الأندية لتفعيل وإنجاح هذه الحملة في مرحلة الإعداد من خلال إقامة مباريتين وديتين بين فريقين خليطين من الناديين كأن تقام مباراة على سبيل المثال بين الأهلي والاتحاد على ملعب الأول ومباراة أخرى على ملعب الثاني لكي تسود المحبة والألفة والاحترام بين أنصار الناديين. طارق بن طالب: الإعلاميون هم من يثيرون التعصب بين الأندية المتحدث الرسمي بنادي النصر الأستاذ طارق بن طالب أثنى على هذه الخطوة المميزة كونها ستعود بالرياضة إلى المنافسة الشريفة التي فقدت في السنوات الأخيرة. ونوه ابن طالب على أن العلاقة بين الأندية سابقاً هي في الأساس علاقة محبة وود خاصةً العلاقة الحميمة بين الشقيقين النصر والهلال, وهذا ما فُقد في الوقت الحاضر إذ أصبحت المسألة تشفي طرف من الطرف الآخر وما حدث في الموسم الماضي من أحداث لا تطاق وتعتبر منفرة من الرياضة لا بيئة جذب. وعن نجاح الحملة المعتمدة من قبل الرئيس العام قال ابن طالب "قال أتمنى أن تؤتي ثمارها, لكن يبقى العمل بها والتطبيق وأحب أن أدعو من خلال "سبورت السعودية "جميع الإعلاميين الرياضيين بأن يقودوا هذه الحملة ويطبقوها لان الرياضيين في الملعب يتنافسون بينهم بكل روح رياضية لكن الإعلاميون هم من يثيروا الإشكالات بين الأندية فتجد البعض لا يكتفي بتشجيع فريقه الذي هو حق من حقوقه لكن للأسف أن البعض تعدى ذلك إلى التنكيل بالأندية الأخرى وأخرج الرياضة عن مسارها وأساسها وأذكى التعصب بين الجميع. ودعا أبو فارس الجميع بأن يحترم كل منهم الآخر مطالبا البعد عن تحقير الآخرين أو الاستهزاء بهم. عدنان جستنية: على الرياضيين جميعاً التفاعل مع الفوز والخسارة بمفهوم الاحترام عدنان جستنية مدير المركز الإعلامي السابق والكاتب الرياضي طالب جميع من في المنظومة الرياضية سواء على مستوى إدارات الأندية أو اللاعبين أو الإعلام أو الجماهير بأن يتفاعلوا مع الفوز والخسارة بمفهوم الاحترام بمعناه الحقيقي بين أي طرف من الأطراف سواء حين يكسب احد الفرق المباراة أو حين يتألم الطرف الآخر من الخسارة . وأضاف أنه في نفس الوقت أن الحكام مطالبين أيضا بتفعيل هذه الحملة, حيث لا بد أن يشعر بتأثير الآخرين كحكم حين يؤثر على مجرى مباراة بسبب قراراته التي لم يكن على مستواها فلا بد من أن يحترم ردة الفعل من الطرف الأخر ويتقبلها. وذات الشيء ينطبق على الإعلاميين.وشدد جستنية على أن الجمهور يعتبر له دور كبير فمن دونه ليس للكرة والرياضة أي طعم فلن يكون للمنافسة حماس أو ردة فعل من المعجبين يحمسون الذين يعملون داخل الميدان أو الإدارة أو المدرب فهو الجزء الأهم في أي لعبة رياضية. وأشار إلى أن الوسط الرياضي عانى في السنوات الأخيرة من بعض الأساليب الخارجة عن إطار التنافس والأخلاق الرياضية مع وجود تشجيع نظيف نلاحظه في جماهيرنا, مؤكداً بأن هذه الحملة قد تدعم توجه الجمهور إلى الأحسن خاصة أن هناك وسائل إعلام متطورة من خلال قنوات فضائية ترصد كل تصرفات هذه الجماهير التي تنعكس ليس على الأندية أو اللعبة بل على سمعة البلد وعن نجاح الحملة قال جستنية "بصراحة أن المعنى الحقيقي للرياضة أنها تدعو للتآلف والمحبة وأن نحس في الطرف الأخر سواء في وقت الفوز أو الخسارة وتطبيق هذه الحملة من معناها الحقيقي الذي هو "الكرة تعنى الكره" وما نراه الآن ما هي إلا مبشرات توصلنا إلى الرقي في كل شيء مقبلين على نقلة نوعية لجميع المنتسبين لهذه المنظومة لاسيما أننا نرى الجميع متفاعل مع هذه الحملة". الذايدي: تعصب الجماهير نتيجة لتصاريح رؤساء الأندية الكاتب بصحيفة الرياضي محمد الذايدي بارك للجميع هذه الحملة .. وقال "هذه الحملة ما هي إلا امتداد لما كان يقوم به الأمير نواف منذ أن كان نائباً للرئيس العام. أذكر أنه اجتمع برؤساء الأندية وطالبهم بتهدية الجماهير والعقلانية والتي تنطلق من أساسيات عمله. كما أن الأمير سباق لمثل هذه الأمور ويدعم هذه حتى لو كان النقد قاسيا بشرط اختيار المفردة المناسبة والمحترمة البعيدة عن الاتهامات والظنون والشكوك". ورفض الذايدي ما يظهر من تنابز بالألقاب والتي نهى عنها الشرع المطهر كالوصف والاستحقار بالشكل أو اللون أو الجنس أو ما شابه ذلك لاسيما أننا نعيش في شهر محبة وخير يجب فيه علينا أن نتسامح به مع الجميع. كما أكد أنه في بعض الأحيان نرى أن البعض من الرياضيين أنه قد يسوقه كلامه إلى التجريح أو الخطأ على الآخرين غير أننا نشد على يد من يتراجع ويعتذر ويبقى أن يتجاوز هذه الأخطاء ويتعلم منها لا أن يكررها فلا بد أن يكون منهج للاحترام المتبادل بيننا. وشدد الذايدي على أن الإنسان بطبعه لا يريد من الآخرين أن يجرحوا فيه وعليه أن ينظر بهذا المنظور أيضا تجاه الجميع فما لا يرضاه على نفسه يجب أن لا يرضاه ع الطرف الآخر!وبين الذايدي في مجمل كلامه أن ما يحدث في المدرجات هو انعكاس ما يحدث من ردود فعل في الأندية فما هي إلا نتاج لما يحدث من تصاريح سواء من رؤساء الأندية أو من بعض المناوشات الإعلامية بين الإعلام والإعلام أو بين الإعلام ومسيري الأندية وما يدخل فيها من حديث كالحديث عن حكم ما بأنه تقصد خسارة فريقه والذي نجزم نحن كإعلاميين بعدم وجود حكام يتقصدون هزيمة فريق على حساب أخر بدليل أنه عندما يأتي حكم أجنبي إلينا وتكون قراراته كوارثيه لا نرى ذلك التعاطي الإعلامي الجماهيري وما خلافه مثل تعاطينا مع أخطاء حكامنا الوطنيين . وفي الختام طالب الذايدي أن يتفاعل الجميع مع هذه الحلمة من مبدأ المنافسة الشريفة البعيدة التي حملت شعار "الكرة لاتعني الكره" البعيدة عن الشتم والقذف القريبة إلى المحبة والتنافس.