تظهر بين الفينة والأخرى أنباء عن الرياضة النسائية لاسيما في مجتمع محافظ يراعي شرع الله كالمجتمع السعودي وركزت معظم الدعوات التي تشجع ما يعرف بالرياضة النسائية على جوانب تراها مهمة في الترويح عن النفس واقتحام المجال الرياضي. ورغم إن معظم الشعب السعودي لا يمارس الرياضة ويكتفي بالمتابعة والاطلاع والتشجيع إلا أن الدعوات النسائية للرياضة الناعمة تبدو غير متوافقة وطبيعة المجتمع و يتردد لدى الرأي العام أن هناك ألعابًا محرمة على الفتيات بحجة أنها تفقد الفتاة عذريتها وتتمثل هذه الألعاب فى ركوب الدراجات والفروسية والجمباز والكاراتيه. إضافة إلى أن الرياضة تتطلب صقل للعضلات وقوة تحمل وتعامل خشن وتعرض للإصابات وهو ما يختلف عن الطبيعة الأنثوية الناعمة. وينظر الرجل الشرقي بصفة عامة للمرأة كمخلوق لطيف يستحق الاهتمام ويعتبر مصدرا للعطف والحنان والأمومة لكنه يحتقرها ويرفضها بمجرد تشبهها بالرجال والدخول في معترك منافسات حامية والرضوخ لعدسات المصورين. بل إن المجتمع يعاني من ظواهر عديدة الأولى معالجتها بما يخدم الصالح العام كالبطالة والعنوسة والطلاق وليس تشجيع المراهقات على بذلك مجهود بدني مضاعف سوف يشوه طبيعتها ويحولها إلى كتلة عضلات مجعدة الشعر وحتى لو ادعت ارتدائها لباس محتشم فهي ستشوه صورتها أكثر كونها ستكون أشبه بالخادمات في المنازل ولن تنال الرضا عن ذاتها بخلاف العقاب الديني المتعلق بالسفور والتبرج كما إن نظرة المجتمع الدونية لها ستخسف بها إلى حضيض المنبوذين فلا احد يفكر مطلقاً في أن يتزوج لاعبة كرة سلة مثلاً!! قال الله تعالى﴿ و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة وآتين الزكاة و أطعن الله و رسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ﴾ [الأحزاب:33].ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية :﴿ و قرن في بيوتكن ﴾ أي الزمن بيوتكن، فلا تخرجن لغير حاجة، ومن الحوائج الشرعية، الصلاة في المسجد بشرطه، كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه وليخرجن وهن تفلات"(تفلات: أي غير متطيبات) وفي رواية: "وبيوتهن خير لهن"