يحتضن ملعب الأمير مدينة عبد الفيصل بمدينة جدة مساء اليوم الاثنين وعند الساعة التاسعة مساء المباراة الجماهيرية الشرسة التي ستجمع بين قطبي المنطقة الغربية فريق النادي الأهلي قلعة الكئوس بضيفه فريق الوحدة فرسان مكة في واحدة من أشرس وأقوى مباريات الدور نصف النهائي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال . حيث يطمع الفريقين بالوصول إلى مرحلة التتويج في المباراة النهائية بمواجهة المتأهل من فريقي الاتحاد والهلال والمباراة دون شك لاتعرف أنصاف الحلول ولأتقبل القسمة على اثنين فلابد من فريق فائز وأخر مهزوم ليترجل المهزوم ويواصل الفائز مسيرته حتى منصة التتويج على أمل الفوز بلقب المسابقة الأغلى في الموسم الكروي السعودي . وتبدو حظوظ الفريق الأهلاوي هي الأوفر في هذا اللقاء بحكم انه يلعب بفرصتي الفوز والتعادل بينما يتعين على فريق الفرسان نجوم الأولمبي الوحداوي الشباب أن يلعبوا على ورقة الفوز فقط بوصفه الطريق الوحيد الذي سينقل الفريق إلى منصة التتويج ومحاولة العودة إلى عالم الانجازات المحلية التي غاب عنها الفريق سنينا عديدة وهذه وقفات سريعة مع أحوال الفريقين قبل الدخول في موقعة الإياب الليلة في مدينة جدة . فريق الأهلي الفريق الأهلاوي عاد بنقطة عزيزة وهدفين غاليين من بين فكي فرسان مكة في عقر دارهم وبين جماهيرهم العريضة التي ملأت كل شبر في ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بضاحية الشرائع حيث استطاع لاعبي الأهلي أن يعودوا إلى أجواء المباراة في الرمق الأخير وتحديدا عند الدقيقة 90 ليقلبوا الطاولة على رؤوس الوحداويين الذين كانوا على مرمى حجر من الظفر بنقاط المباراة الثلاثة ولكن إصرار الأهلاوية وحماسهم وسعيهم الحثيث للعودة إلى أجواء المباراة قادهم إلى التعديل عن طريق نجمهم المحترف العمدة عماد الحوسني الذي أحرز هدفي الأهلي في الدقيقتين 90 و92 ليقضي على كل طموحات الوحداويين الذين حافظوا على تقدمهم حتى الدقيقة 89 وقد كان واضحا الرغبة الأهلاوية الملحة في العودة إلى أجواء المباراة من خلال الهجمات المنظمة المتتالية التي كان يشنها لاعبي الأهلي في نلك المباراة والتي امتدت على امتداد شوطي المباراة حيث لم يستكين لاعبي الأهلي ولم يتسرب اليأس إلى نفوسهم حتى بعد أن أحرز الفريق الوحداوي هدفه الثاني في الدقيقة 81 فكان الإصرار واضحا على قسمات اللاعبين من خلال أدائهم الجاد فكان من الطبيعي أن يتحقق لهم ماسعوا إليه فكان التعادل الذي اعتبره جميع المراقبين عادلا . ومن الطبيعي أن يبحث الأهلاوية عن الفوز منذ وقت مبكر في هذا اللقاء منعا لأي مفاجاءات قد يحدثها نجوم الفرسان في هذا اللقاء الصعب . يقود الفريق الأهلاوي حارسه ياسر المسيليم وبجانبه كامل الموسى وجفين البيشي ومنصور الحربي ومحمد مسعد في خط الدفاع وتيسير الجاسم وصاحب العبد الله ومعتز الموسى ومارسينهو في خط الوسط وفي خط المقدمة الثنائي عماد الحوسني وفيكتور سيموس. فريق الوحدة أما في الطرف الأخر فان فرسان مكة بقيادة مدربهم الشاطر بشير عبد الصمد فأنهم يدركون جيدا بان الفرصة لاتتوفر مرتين فهم قد باتوا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى منصة التتويج ولايفصل بينهم وبينها سوى عقبة الأهلي في لقاء الإياب الليلة ومن هنا فهم سيكونوا حريصين كل الحرص على اقتناص هذه الفرصة الذهبية التي قد لاتتكرر قريبا للوحداويين والعمل على إسقاط الفريق الأهلاوي في عقر داره ووسط جماهيره الغفيرة من اجل الوصول إلى منصة التتويج التي غاب عنها الفريق الوحداوي سنينا طويلة ولم يعد إليها إلا مؤخرا في مسابقة كاس ولي العهد أمام الهلال. فريق الوحدة قدم مباراة تاريخية على أرضه في لقاء الإياب الماضي واستطاع لاعبيه أن يقولوا كلمتهم ويقفوا ندا قويا لنجوم الأهلي الكبار بمحترفيهم ونجومهم الدوليين بل ويتقدموا عليه بهدفين ملعوبين عن طريق نجمهم الزئبقي مختار فلاته الذي أكد وبما لايدع مجالا للشك بان الملاعب السعودية لاتقف عن أنجاب اللاعبين الموهوبين القادرين على رسم البسمة فوق شفاه الجماهير المتعطشة للفن الكروي الرفيع والأهداف الجميلة المرسومة وقد برهن هذا النجم الموهوب من خلال الهدفين الذين أحرزهما في شباك الحارس المخضرم ياسر المسيليم وقبلها الهاتريك في شباك الاتفاق بأنه هداف بارع ومتمكن وصاحب مهارات فردية عالية ستقوده قريبا إلى التربع على عرش الهدافين في الدوري السعودي فقد أحرز الهدفين بصورة رائعة وذكاء لماح وبخاصة الهدف الثاني الذي انبرى من خلاله من ثلاثة مدافعين وواجه مرمى المسيليم وهدف بكل ثقة في المرمى ليعزز التفوق الوحداوي قبل أن يعود الأهلاوية لأجواء المباراة . ورغم أن الفريق الوحداوي سيلعب خارج أرضه وأمام فريق عريق ومتمرس ويمتلك ثقافة النهائيات إلا أن المراقبين يتوقعونها مباراة ساخنة شرسة طافحة بالندية والتكافؤ والإثارة والبذل السخي على مدار شوطيها وينتظر أن يلعب المدرب عبد الصمد بخطة متوازنة يعتمد فيها على دفاع المنطقة والارتداد السريع عبر الهجمات المرتدة مستفيدا من انطلاقات النجمين مختار فلاته ومهند عسيري لخلخلة دفاعات الأهلي وفتح الثغرات فيها من اجل الوصول إلى شباك الحارس المسيليم . ينتظر أن يلعب الفريق الوحداوي بنفس التشكيل الذي أدى به لقاء في مدينة مكة بتواجد الحارس الشجاع أحمد الفهمي في المرمى بفدائيته وجسارته وشجاعته ورباطة جاشه وبجانبه المخضرم ماجد بلال واحمد الموسى وفهد عداوي وعبد العزيز المنصور وسلمان المؤشر ومختار فلاتة ومهند عسيري وإبراهيم الزبيدي وإبراهيم جوني وعبد العزيز البيشي . فهل يكرر الفرسان تفوقهم الذي كانوا عليه في لقاء الذهاب ؟ أم يكون لنجوم القلعة حديث أخر في هذا اللقاء الحاسم والمصيري الليلة وهم يلعبون على ارضهم ووسط جماهيرهم؟