* وهل تعلم يا صديقي أن الآنسة أوبرا التي لم تتزوج بعد غير الإعلام فأضحت أشهر مذيعة في العالم لبرنامج يحمل اسمها ويُبث لمئة وعشرين دولة يومياً هي ابنة فقر استطاعت أن تتحول لمليارديرة عند سن الخمسين بعد طفولة بائسة رأت فيها أمها تخدم في البيوت الشعبية وأباها يحلق رؤوس من هم تحت خط الفقر..!! * حسناً.. أعتقد أن كثيراً من جينات والدها وخاصة تلك التي تتعلق بالثرثرة وإدارة الحوارات مع الزبون قد خدمت مِس أوبرا في حياتها الإعلامية التي بدأتها من نقطة الصفر إلى أن زادته بأصفار أخرى زينت به رصيدها البنكي ليتخطى حاجز المليار داخلةً في قائمة الخمسمئة (مُفلغم) من ذوات المليارات في العالم..!! * ومن يدري ربما أن بعضاً من جينات أمها أو ما رأيك أن أقول أقدارها التي جعلتها تدخل لمختلف بيوت الناس وخاصة البسطاء منهم جعلت من الإبنة تدلف لذات البيوت وغيرها ولكن عبر الشاشة الفضية ببرنامجها..! * وإني ومن خلال استهلالة مقالي بالحديث عن هذه الهالة الإعلامية العزباء أردت أن أدلف حجرة مقالي الباحث عن سمة هذه المرأة التي جعلت منها أفقاً لكل طَموح في المجال الإعلامي..؟ فأتساءل وأنا المتابع النهم لكل برنامج حواري ما هي تلك الميزة التي أجبرت ملايين مملينة على الحرص على عدم تفويت حلقة لهذه السمراء التي خاصمها الجمال نسبياً..!! * حقيقةً، وبعد تتبع ومتابعة عشرات الحلقات لبرنامج أوبرا خرجت بأن الأمر وإن لم يخلو من الكاريزما وبقية مقومات أساسية للإعلامي كالثقافة والحضور والبداهة وما إلى ذلك، إلا أني وجدت ركيزةً علها تكون الأم للمذيع كي يقوم برنامجه عليها..! * احترام المشاهد..! وما أسهل أن يدعي المذيع ذلك، إلا أن الصعوبة تكمن في ما يحس به المشاهد حقاً..! * فكل مذيعينا الأشاوس يتشدقون بواجب احترامهم للمشاهدين، إلا أن نذراً يسيراً منهم يكاد لا يُرى بالعين المتلفزة يطبقون ذلك فعلاً..! * فأحدهم ليس يطلب رأياً من ضيوفه بقدر ما يتبختر بآرائه، بل ويفرضها، بل وإنه يحاول أن يوجههم لها ولن أقول يمليها عليهم ولا عجب إذا ما علمت أن للبرنامج وربما القناة أجندة لابد من بثها وعدم العبث فيها..! * والآخر يتلذذ بعراك من حوله، فتجده وكأنه واقف على حلبة ديوك كل ما هدأت أنفاسها أعادها للصراع مرةً أخرى، لابساً ثوب المتعقل الذي يقول للمشاهد (ترى أنا الصاحي الوحيد) في البرنامج..!! * وثالث له بدلاً من الوجه عشرة..! وبدلاً من القناع أقنعة..! وعلى حسب المُحَاوَر تكون النبرة..! فتجدها عالية بتقطيبة حاجبين وتكشيرة شفاة مع (الأي مين)..! وتتحول بقدرة المصالح والمشالح والذبائح لنبرة بالكاد تسمع وعين كلها الحياء، وثغر يظهر ابتسامة من الضرس للضرس للبعض الآخر..! * و.. و.. و.. وقس على ذلك.. وغيرها من السلبيات التي حولت برامجنا الحوارية لمناطق تبتذل فيها عقلية المشاهد وتنتهك فيها مشاعره وتصم آذانه وتضيع ساعاته فيخرج منها بلا حمص باحثاً عن حبة بندول وفي حالات كثيرة الحبة الواحدة ليست تكفي..!