في شهر مايو كانت آخر حلقات برنامج أوبرا، بعد أن امتد البرنامج إلى ما يقرب ربع القرن. تقول صديقتي إنها ستفتقد البرنامج بشدة وذلك بعد أن اعتادت عليه وأصبح جزءاً من روتين حياتها اليومية. تقول أيضا إن برنامج أوبرا ألهمها كثيراً ووسع منظور رؤيتها للعالم أو أحدث اختلافاً في زاوية الرؤية ومنحها كثيرا من الأمل والفهم والقوة. أعتقد أن ما ذكرته صديقتي آنفا لا ينطبق عليها وحدها بل ينطبق على الملايين ممن تابعوا أوبرا وتحمسوا معها للتغيير وإحداث الفرق وإحياء الأمل. لتكون واحدة من بين 100 شخصية صنفت كأكثر الشخصيات تأثيراً في العالم. مثّل لي برنامج أوبرا وجبة إنسانية متنوعة..لا أتذكر أن حلقة انتهت ولم أفكر بعدها طويلا في مضمونها أو أتناقش مع المحيطين حولي عنها. تطرقت لعدد من المواضيع السياسية والثقافية والاجتماعية والحياتية واستضافت مئات المشاهير في برنامجها والذين على ما يبدو لم يكونوا ليترددوا في أن ينالوا فرصة الظهور في البرنامج. أوبرا التي أتت من طبقة فقيرة ومن عرق أسود ومن حياة صعبة وشاقة..تبدو مقدماتها غير واعدة إلا أن أوبرا أحدثت الفرق! الفرق الكبير في حياتها وحياة الآخرين. واستطاعت أن تكون هي المثل لكل الأشياء التي تتحدث عنها وتحاول أن تزرعها في نفوس مشاهديها والتي نستطيع اختصارها بعبارة (الإيجابية) بكل ما تحمل هذه الكلمة من تنوع في المعاني والأمثلة قد لا يخطر على البال. تقول (أوبرا)عن سر نجاحها في برنامجها: أعتقد أن الأمر مرتبط بذلك الخيط الذي يربط بين أذهان البشر وعقولهم، فكلنا نرغب في الأشياء نفسها وتجاربنا الإنسانية متشابهة إلى حد ما، ليس هذا وحسب، بل ان الشعور الذي تنقله إلى من تحاوره بأنه مواز لك، وانك لا تعتبر نفسك أعلى منزلة منه الأمر الذي يجعل الحوار أكثر تلقائية وراحة. أيضا أعمالها الخيرية ومساعدتها للفقراء فاقت الكثير من أعمال الميسورين العرب..أتذكر إحدى المذيعات العربيات وهي تعبر عن استيائها وتعجبها من شهرة (أوبرا) وتقول: لا أعلم لماذا يعجب الناس بها وهي ليست جميلة أو جذابة!!. غاب عن صاحبتنا أن معايير نجاح المذيعة تختلف..فالروح والحضور والثقافة والإنسانية والذكاء هي الأهم. تقول إحدى طالباتي علمتني (أوبرا) أشياء ما كنت لأدركها لولاها. شكراً (أوبرا) وتحية امتنان وعرفان لك من أجل كل فرق أحدثتِه في هذا العالم. إضاءة: أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات. تغيير بسيط في سلوكك يمكن أن يغير عالمك ويعيد تشكيل مستقبلك. (أوبرا وينفري).