أن تبقى في مكان غير مكانك الطبيعي هنا تختل الموازين، وتتغير الأماكن، وتفقد البوصلة اتجاهها، ولكن في الأهلي صنع لنفسه كرزما مختلفة، في دوري يلو الذي ضج بمتابعات غير مسبوقة من كافة وسائل الإعلام المحلية والعربية، وتجلت بعض القنوات المحلية بالمهنية بينما هناك من أسقط وتشمت بوجود الأهلي في دوري الدرجة الأولى الذي يعد دوري شرس في المنافسة والدليل تقارب النقاط ما بين المتنافسين، وأصبحت قلعة الكؤوس مادة دسمة تناولتها كافة وسائل الإعلام، جماهير القلعة خطفت الأنظار في دوري يلو بصبرها ومؤازرتها، وهي من أعادت القلعة لمكانها الطبيعي بعدما قفز من قفز خارج المركب وجعل الأهلي يغرق ورددت بصوت واحد " تخلوا ولكن انا ما تخليت" وبالفعل هي من تستحق الثناء بوجود الإدارة المكلفة التي خلقت بيئة متوازنة، وعالجت أخطاء الإدارة السابقة التي هدمت القلعة ورحلت دون مسألة، ساعة غروب هبوط النادي الأهلي كانت صدمة للشارع الرياضي السعُودي، وحتى العربي، ولكن أبي الكبير إلا أن يعطي دروساً بالمجان مفادها كرة القدم متقلبة المزاج والأحوال مالم تكن بكامل قوتك وعافيتك ستنهار سريعاً ويرحلوا من خذلوك دون هوادة، وهذا ليس عيباً، وهناك أندية عالمية سقطت، وتعرضت للهبوط ثم عادت أقوى مما كانت عليه وحتماً عودة الأهلي ستكون كذلك شريطة التسجيل وتصحيح الأخطاء والوقوف عَلَى متطلبات النادي مع بدء الموسم ويجب على الجماهير الأهلاوية نسيان الماضي والابتعاد عن المناقشات السلبية التي لا تخدم الكيان والتركيز على الدعم المعنوي وحضور المباريات وكما عهدنا فهم أسود المدرجات التي يضرب بها المثل، وخلال فترة وجيزة حقق النادي بطولات متعددة في الألعاب المختلفة ليكمل 1030 بطولة كأول نادَ عالمي يحطم الأرقام القياسية دون منافس، قلعة الكؤوس بعد العودة ليس مطالباً بتحقيق أي بطولة في الوقت الحاضر، وأن كانت البطولات حقاً مشروع للمنافسين، ويحتاج الأهلي وقت كافِ لتنظيم الصفوف بشكل منظم بعد الاستقرار الإداري والفني للموسم القادم، وأتمنى تستمر إدارة وليد معاذ والجاسم في قيادة الدفة ومنحهم مزيداً من الوقت لما قدموه من جهود مبذولة في "عودة الكبير"، وفي الأخير نبارك لمجلس إدارة النادي الأهلي وأعضاء الشرف وإعلام وجماهير عودة الأهلي لمكانه الطبيعي فهو ليس غريباً ودوري المحترفين اشتاق للملكي، فهو ركن أساسي من أركان الرياضة السعودية وعودته ترفع رتم دوري المحترفين، وتزيد من قوة المنافسة.