هل خرج الأهلي من جلباب الرمزية ؟.. وأصبح كيانا مستقلا يتمتع بنفس الحقوق والواجبات التي تحظى بها جميع الأندية الرياضية.. وأيقن العشاق والمنتسبون.. أن الرياضة سمو وأخلاق وفروسية ولا علاقة لها بالتنمر والسطوة.. ولازالت تحت مظلة حكومية من المفترض أن يتساوى الجميع في الاهتمام والدعم.. خاصة في هذه الحقبة من الزمن الذي تعيش فيه الرياضة عصرا ذهبيا يحظى بدعم مادي ولوجستي وزخم غير مسبوق.. مع كل الأمنيات للقلعة ومنسوبيها وعشاقها المجانين.. بنهاية سعيدة للتجربة القاسية التي مرت بهم في غياهب يلو.. لعلهم يستفيدون من رحلة الهبوط ويدركون أنها عقوبة ربانية.. وتكون درسا لهم تتغير معه المفاهيم.. وتتضح الحقائق والابتعاد عن المغالطات والأوهام..والألقاب المستعارة ويستبشرون خيرا .. ومع عودة الحياة من جديد لشارع التحلية عاد المجانين يرتادون المكان الذي تحول بعد نكسة الهبوط إلى قلعة موحشة يسكنها الوجع، هجرها عشاقها قهرا وتركها المنتفعون من هوامير الكلمة والمساحات ورواد الفضائيات هربا، تعيش قدرها بعد أن بعثروا المكان وفخخوا الأركان.. وبرعوا في تلويث العقول وتشتيت الأذهان ..وقفزوا من النوافذ.. وتفرقوا يأكلون مع كل ذئب ويبكون مع كل راعٍ.. وفي كل يوم يظهرون بقناع جديد.. تارة يصطفون مع نصير البسطاء.. كما تحلو لهم التسمية وتارة يكرهون الزعيم.. وينتفظون أمام مفردة عميد ولا يتمنون مشاهدة الجار العنيد سعيدا.. يصرخون من ملاعب يلو ويتوعدون نهارا جهارا.. على أمل أن تسمع أصواتهم في روشن.. ورغم الحراك الرياضي الكبير الذي نعيشه مازال هؤلاء يقبعون آخر الطابور بنفس العقلية.. تحركهم بوصلة مصالح وتكتلات لا تتوافق مع عصر التحول.. القلعة يا مجانين انهارت من الداخل .. نتيجة عوامل إدارية وفنية عشوائية.. والشواهد على ذلك كثيرة.. فلا تلتفتوا لهؤلاء المخربين الذي تغافلوا عن هذه الأسباب عمدا وساهموا في هذا الحدث.. لكم أن تتخيلوا سبع إدارات مختلفة دخلت القلعة وتسببت كل واحدة منها في هذا الركام والمخلفات من الأخطاء بنسب متفاوتة.. كما أن السبب الأبرز للسقوط كان على مستوى المدارس التدريبية التي حضرت في وقت زمني قصير وصل إلى 13مدربا بين موسم 2017م – 2018 م.. وعلى صعيد المحترفين.. كان هذا الملف الأكثر أهمية.. ولكنه عمّق جراح القلعة.. وزاد من تضخم المشكلات الفنية عطفا على سوء الاختيارات بحسب الاحتياجات الفنية.. كما فرطت القلعة في عدد من النجوم المحليين.. وعوضتهم بأسماء لا تخدم الفريق.. وتحديات أخرى شرفيه تضاربت بينها المصالح ساهمت هي الأخرى في انهيار ما تبقى من أركان القلعة.. ولابد أن ينتفض المدرج الأخضر ضد أرباب المصالح والظواهر الصوتية.. ويدرك أن الرمزية انتهت والقلعة ملك جمهورها..