إمكانية التحول وقابلية التغيير ما بين الجمود والمرونة تحكمها عوامل ديموغرافية ، من أهمها الفئات العُمرية التي يتشكل منها المجتمع ، وفي المملكة وبحسب أحدث الإحصائيات .. تشكل فئة الشباب النسبة الأكبر من المجتمع ، وهذا مؤشر على أن المملكة مهيأة لحراك مجتمعي ومؤسسي شامل وعلى كل المستويات نحو تحقيق رؤية 2030 ولعل ما تشهده رياضتنا من غربلة وتحوّل غير مسبوق في كل الاتجهات لدليل وعي وإدراك من القيادة الحكيمة بأن شباب الوطن يمثل الوقود الحقيقي لدفع عجلة التحول الشامل نحو الرؤية وتجسيد هذا المشروع الضخم على أرض الواقع ، ومن المعقول جداً أن تكون الرياضة منصة الانطلاق الفعلي نحو الحلم المنشود ، كونها النواة الخلاقة والنشطة لأي مجتمع شاب وحيوي مفعم بالحماسة وروح التحدي ، ومن البديهي أيضاً أن نتطلع لدور إعلامي فاعل وشامل يوازي دقة وتفاصيل المرحلة ، يتولى من خلاله الإعلام مهمة "ادارة التغيير" بكفاءة وفكر ومنهجية مختلفة ، ليس في مجال الرياضة فحسب بل في كل المجالات ، وذلك بتعزيز اللحمة الوطنية وتنمية روح المواطنة ، والوعي بالقواسم المشتركة بين كل أفراد المجتمع ، ونبذ كل توجه وطرح متشنج وإقصائي من شأنه بث الفرقة ، وتقويض قوى المجتمع بالتحزب داخل أسوار فكرية ضيقة ، يتغذى منها التطرف المنغلق والمنفتح على حدٍ سواء ، لذا فإن على الإعلام بشتى وسائله وأشكاله إذا ما أراد شحذ هِمٓم وطاقات المجتمع أن يحترم أولاً قيمٓه وثوابته ، حتى لا يكون هو بذاته حجر عثرة في طريق التحول نحو رؤية الوطن ، فكما أن مجتمعنا المحافظ يرفض وينبذ الانجرار نحو خنادق الغلو والضلال فإن على الإعلام أيضاً أن يراعي فيه قيم الوسطية والاعتدال بعدم دفعه نحو مستنقعات الفساد والانحلال ، فالرؤية أولاً وآخراً تحتاج إلى مجتمع أصيل ، قوي الأسس ، متماسك الركائز ، متشبع بالثقة والوعي وتقدير الذات ، كي يكون قادراً على كسب التحديات وتحقيق الآمال والطموحات. دمتم بود ،،،