بقلم- عبدالمحسن بن محمد الحارثي لًكُلِّ إنسان قِيمه التي يُؤمن بها، فيتصرّف دائماً بما توافق مع قيمه ومعتقداته الداخليّة. * ولأنّ* العُيون مرآة للأحاسيس والمشاعر ، والمترجم الأوّل لذهن الإنسان ؛ فإنها تقوده لما يقول ويفعل. فالعبون تنقل لنا المعاني ، فتعلُّم هذه المعاني ليس بالأمر الصّعب ؛ لارتباطها بقواعد وقيم من خلالها تتم الترجمة ومن ثمّ تطبيقها. وعند مُخالفته لتلك المبادىء والقيم التي يُؤمن بها ، يحدثُ نوعاً من التأزيم والتأنيب للضمير ، ورُبّٓما يُصاب بعوارض نفسيّة ، تتحوّل بدورها إلى أمراض عِضويّة، يقول تعالى:*( يأيُّها الذين آمنوا لِمٓ تقولون ما لا تفعلون … كبُر مقتاً عند الله أنْ تقولوا ما لا تفعلون)*. ويقول البعض :*( إنّ القِيم التي لا تُحٓقٓق ، تُؤدي إلى حُدوث انفعالات سلبيّة غير مثمرة)*. فمِنْ خلال العُيون الإيمانيّة .. يرى الإنسان حقيقة مصيره.. هل هو مُحقِق لقيمه ومبادئه؟! يقول هنري إميل:*( مٓنْ لا يملك حياةً بِداخِلهِ ، هو عبدٌ لِما يُحيط به)*. وهذا دليل على أهميّة استقلاليّة الفرد وإيمانهِ بِقيمهِ ومبادئه ، وأنْ يختار من قِيم الآخرين ما يرتضيه لِنفسهِ ؛ لِتكون عوناً لهُ في الخلوات والعلاقات. ولرُبّما تكون القيم السليمة أكثرُ تطبيقاً مِنْ كثير من القوانين الإلهيّة الموضوعة من قِبل الخالق – عزّ وجل- أو القوانين الوضْعيّة من قبل المخلوق، لإيمانهِ بدورها في نجاحهِ وسُمُوِّهِ. فهذا جعفر الطيّار- عليه السلام- لهُ خِصالٌ أربع قبل الإسلام ، منها : أنّه لم يشرب الخمر ، ولم يكذب، ولم يزنِ ، ولم يعبدْ صنماً. فينبغي لكل شخص أن يكون له قِيماً خاصّة في جميع شؤونهِ. قال أحدٌ لصديقهِ( لقد نمتُ يومين كاملين ، فردّ عليه الصّديق: يومان بِلا طعام! وأعادها على صديق آخر، فقال: يومان بِلا صلاة فأحدهما همّهُ الطعام ، والآخر همّهُ الصلاة… فشتّان بين القِيمتين.