يظن البعض أن كتابة التاريخ حكراً على فئة معينة وأندية معينة وليس من حق الآخرين كتابته وإن ملكوا آلية كتابته الصحيحة، بل ويمنعوا كائناً من كان بنقد كتبهم التاريخية أو كشف ما فيها من زيف وتدليس ويعتبرون هذا من الجرم العظيم، إذ كيف يتهمون كتبهم بالتحريف؟، ونسوا أو تناسوا بأن الكتب التي أنزلها الله جل شأنه قد تم تحريفها عدا القرآن الكريم فكيف بكتبهم التي تعج بالأكاذيب والمغالطات التي كتبوها بأيديهم ويجرّمون كل من إقترب منها بسوء. . المؤرخ الشيخ محمد غزالي يماني قرأ هذه الكتب و تفحصها بنظرة الناقد والباحث والمؤرخ فوجد فيها العجب العجاب، ولم تستند نظرته على النقد دون مراعاة أسس كتابة التاريخ بل إستند إلى معايير كتابة التاريخ وطبّقها على هذه الكتب، وهذه المعايير تتوافق مع تخريج الأحاديث النبوية وهي ( إتصال السند – العدالة – ضبط الرواة – السلامة من الشذوذ – السلامة من العلل ) وكل كاتبٍ للتاريخ لابد أن تنطبق عليه هذه المعايير ويستند إليها في كتاباته. . حين نبش المؤرخ محمد غزالي يماني تاريخ تأسيس نادي الإتحاد وجد في مقالات حمزة فتيحي وكتب مؤرخهم أمين ساعاتي وباقي مؤرخيهم ما يناقض بعضه بعضا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يقول حمزة فتيحي في كتاب حمزة رمز الإتحاد في صفحة 28 بأن الفرقة المنفصلة من الفريق الرياضي اجتمعوا (في) غرفة في مبنى اللاسلكي في حي البغدادية وأسسوا الإتحاد، وعمر ساعاتي يقول اجتمعوا (بجوار) غرفة اللاسلكي، ولو تجاوزنا سواءً كان إجتماع تأسيس الإتحاد في الغرفة أو بجوارها علماً بأن توثيق المكان أمر مطلوب في كتابة التاريخ إلا أن الأدهي والأمر كان في عدم وجود غرفة للاسلكي في ذلك التاريخ، فقد تم بناؤها حسب إفادة الدكتور عبدالرزاق أبو داود في عام 1365ه، أليس هذا هو التدليس يا سادة؟. . حين تطرق المؤرخ محمد غزالي يماني لتأسيس نادي الوحدة وأنه تأسس في عام 1334 ه الموافق 1916 م ثارت ثورة الإتحاديين لأن هذا يعني بأن العمادة المزعومة قد آن لها أن تعود لأصحابها، فقاوموا وشككوا واستشهدوا بقول الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله الذي قال بأن الإتحاد كان موجوداً عند دخول الملك عبدالعزيز رحمه الله جدة، واستشهدوا أيضا بأن الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله قال بأن الإتحاد أسس مع توحيد المملكة العربية السعودية، ومن المضحك أن ما استشهدوا به كحجةً لهم كان حجةً عليهم. . كيف ذلك؟ . الملك عبدالعزيز رحمه الله دخل جدة في عام 1344 ه وهذا يعني أن الإتحاد لم يؤسس في غرفة اللاسلكي المزعومة عام 1347 ه. . ولو فرضنا جدلاً بأنه تأسس عام 1344 ه فإن حمزة فتيحي الذي ذُكر ضمن المجتمعين أثناء التأسيس لم يكن موجوداً بجدة في هذا العام حيث كان في اليمن وذلك حسب ما جاء في كتاب حمزة فتيحي رمز الإتحاد صفحة 20 الذي ذُكر فيه بأنه غادر في مطلع 1344 ه مع والده وأسرته وكان عمره عشر سنوات. . عشر سنوات ويؤسس نادي الإتحاد؟! . الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله يقول بأن الإتحاد تأسس مع توحيد المملكة العربية السعودية، وتوحيد المملكة كان في عام 1351 ه وليس 1347 ه كما هو موضح في شعار نادي الإتحاد. . في جعبتي الكثير في هذا الشأن، فكتابة التاريخ بشكلٍ عام والتاريخ الرياضي بشكلٍ خاص، يعتمد على ترابط الأحداث فالعارفون في هذا المجال سرعان ما يكتشفوا الغث والسمين وللأسف جل كتب مؤرخي الإتحاد إن لم يكن كله يعج بالغث والتدليس والإختلاق وقد كشفهم المؤرخ محمد غزالي يماني بالإدلة والوثائق، بل وتحداهم أن يناظروه أو يشكوه لدى الجهات المختصة ولكن هيهات. . هكذا يكون المؤرخون وهكذا التاريخ كما يجب أن يكون بالأدلة والوثائق لا بالإختلاق والتزييف كما يفعل برامكة الإتحاد.