تعاني الاندية السعودية من هدر مالي غير مسبوق وتغرق في الديون وستظل مديونة ومكبلة بعقود طويلة وقصيرة الأجل دون أي مردود فني او مادي بسبب ضعف المنتج والصرف المالي الغير منطقي. ونظام الاحتراف الذي يلزم الأندية بتوقيع عقود مع لاعبيها وبمبالغ خيالية مسئول عن هذا الوضع المتردي للأسف. ورغم ان القيم العالية للعقود تعتبر طبيعية في ظل الاحتراف إلا أن السؤال الذي يجب أن يطرح لماذا طبقنا الاحتراف وماذا استفدنا منه؟ الواقع يقول أننا نحاول أن نرتقي بالرياضة وبكرة القدم وننافس كبار الأندية والمنتخبات وندخل تنصيف الدوريات المحترفة وما تستحق نظير تطبيقها النظام .. ولكن ماذا جنينا؟ منذ عشر سنوات او تزيد لم تحقق أنديتنا دوري ابطال آسيا ولم نتأهل لكاس العالم بل حتى على المستوى المحلي نعاني من مدرجات خاوية ومستويات متدنية وتعصب يعصف بالعلاقات الاجتماعية وديون والتزامات تثقل كاهل الأندية ثم بعد ذلك ندفع ملايين الريالات للاعبين المحترفين والأجانب والمدربين بما يعادل ميزانية دول !! أن الوضع الاقتصادي العام تغير حتى على مستوى العالم واسعار النفط هوت للقاع ولم يعد الحال كما هو عليه وتقلصت موارد الأندية وداعميها وانصرف الجمهور عن الرياضة وانشغل بهمومه ولازال اللاعبين يوقعون بعقود مبالغ فيها وأرقام فلكية لا مبرر لها مطلقاً. وللأسف الشديد فإن المردود الفني في أدنى مستوياته ولا يعول على أي فرق سعودي ولا حتى المنتخب واصبح من العادي جدا ان يوقع لاعب بأكثر من 20 مليون ثم يصبح عالة على ناديه!! أن الأهمية المفترضة لنظام الاحترام تلاشت وانعدمت وبصراحة لم يعد يهمنا تحقيق بطولات قارية او مشاركات في المونديال لأننا نعرف ( البير وغطاه) ولن نحظى بتلك الفرصة ابداً كون لاعبينا مثل عود الثقاب سرعان ما يشتعل وسرعان ما يحترق! لذلك فإن من المجدي حقيقة إعادة النظر في نظام الاحتراف اما بسن سقف للرواتب لا يتجاوز فيه عقد اللاعب بالراتب والمكافآت والحوافر نصف مليون ريال وأن كانت كثيرة عليهم. أو ايقاف نظام الاحتراف مؤقتاُ ومنح الأندية فرصة للتخلص من العقود المليونية ومن ثم إعادة صياغ النظام بطريقة تحفظ الهدر المالي وتقنن الصرف بحسب معايير فنية بحتة. أو الغاء المحترف الاجنبي نهائيا وتخفيض نسبة المحترفين في الفريق الواحد 50% المهم ان يكون هناك تحرك جدي لوقف نزيف المالي الذي تسكبه الأندية على لاعبين لم ولن يقدموا اكثر مما قدموا. ولعل تلك المبالغ العالية تعود في خزائن الأندية أو في ارصدها داعميها لعلها تجد طريقها لمشاريع تنموية واجتماعية مثمرة وافضل من التبذير المتناهي والهدر المتواصل على كرة القدم.