في العام الماضي، وفي مثل هذا الوقت تحديداً، كتبت مقالاً أناشد وأهيب به رعاية الشباب، أن تضطلع بمسؤوليتها الأولى والأسمى، وهي رعاية الشباب، بعد نهاية الموسم الرياضي، على وجه الخصوص، أما اليوم فلا يوجد شيء اسمه رعاية الشباب، فقد غير المسمى إلى الهيئة العامة للرياضة، ولا يوجد ذكر للشباب! ولا أدري هل ما زال الشباب مسؤول من هذه الهيئة، أم أن هيئة الترفيه هي التي سوف تعنى بالشباب الآن، كما يروج؟ في ذلك المقال أوردت أرقاماً وإحصاءات من إدارات المرور، ووزارة الداخلية، تنبئ عن حجم (الخطر) الذي يقع على الشباب، بعد نهاية الموسم، وكيف أن الفراغ يفتك بالشباب فتكاً في تلك الفترة، وتزيد فيها تجاوزات الشباب، وترتفع معدلات الجريمة، ولما العجب ونحن نعرف أن كرة القدم بالذات، هي السلوى الوحيدة للشباب عندنا، في ظل الخصوصية المزعومة، والتضييق على بعض المناشط الشبابية والترفيهية البريئة، والتي يعلق منعها على الدين عنوة في أحيان كثيرة! لم أكتف حقيقة بتلك الأرقام والإحصاءات، ورغبت أن أقف أنا بنفسي على واقع المشكلة، وعملت ( استفتاءً ) بين أوساط الشباب، تساءلت فيه عن حجم مشكلة توقف الموسم الرياضي عليهم، وكان المصوتون قرابة ال 3000 مصوت، 47% منهم، أكدوا أن معدل الجريمة وتجاوزات الشباب يزيدان تلك الأثناء، إذن الخطر جد وليس هزل، وكلنا يعرف أن فئة الشباب تشكل عندنا أكثر من 70% من نسبة السكان، وما نعمله من أجل إسعادهم وترفيههم والنهوض بهم، قليل ولا يرتقي لملء فراغهم، أو لتعويضهم عن منافسات الموسم الرياضي بعد انقضائه، ولماذا أصلاً ينقضي الموسم طالما هو السبيل الوحيد، الذي يغري الشباب ويليهم ويسليهم ويبعدهم عن الوقوع في الخطأ؟ فنستطيع مثلاً أن نوزع البطولات على مدار الموسم، فبطولة الأمير فيصل بن فهد التي تلعب في مع غيرها وهي خاصة باللاعبين الأولمبيين، ولا تحظى بالمتابعة ولا الاهتمام، لماذا لا نجعلها بعد نهاية البطولات الخاصة بلاعبي الفريق الأول؟ بدلاً من التوجه الحالي القاضي بإلغائها تماماً! أيضاً لماذا لا يكون هناك تنسيق بين الجهة المعنية حالياً بالشباب، وأمانات المناطق، للاهتمام أكثر بالساحات البلدية، وتنشيطها أكثر بعد نهاية الموسم، وإقامة بطولات جدية داخل الساحات، وبين ساحات الأحياء، تمولها الجهات المعنية بالتعاون مع الأمانات، أو تسند لشركات راعية؟ ولماذا لا يكون هناك تحرك جدي مع وزارة التعليم، للاستفادة من ملاعب ومناشط المدارس، وتفعيلها بشكل مغري للشباب بدلاً من مناشطها ( الخجولة ) التي تظهر بها حالياً؟ يبقى مؤشر جميل في حل مشكلة الشباب، نتمنى بالفعل أن يسرع العمل فيه، فهو مشروع جبار قد يحد كثيراً من مشكلات الشباب، بعد انقضاء الموسم الرياضي، وحتى أثناء سريانه، وهو مشروع تحويل بعض الأندية الغير منافسة، إلى أندية ( ممارسة ) يفتح فيها المجال للجميع لدخول النادي والاستفادة من كافة مناشطه، وهو المشروع الذي أطلق شرارته الرئيس العام لهيئة الرياضة، ويستطيع من خلاله أن يقضي الشباب أوقاتاً ممتعة، ومفيدة تقضي على فراغهم وتفجر طاقاتهم، لكن حتى يأتي ذلك الوقت، يبقى السؤال المطروح، من المسؤول حالياً عن الشباب، وماذا سيقدم لهم لحين اكتمال المشاريع التي ستقضي على فراغهم؟