يدخل الفريق النصراوي بطولة آسيا وهو في وضع فني سيئ للغاية، بالرغم أن أصحاب القرار قد وضعوا هذه البطولة في نسختها الحالية ضمن أهدافهم، هذا الموسم، وقد وضح ذلك في كثير من تصريحاتهم. علما أن الأهداف حتى تتحقق تحتاج إلى عمل واضح وملموس، وما يحدث في النصر، هذا الموسم، على المستوى الفني والإداري لا يوحي أن الفريق يستطيع أن يحقق أي منجز، وذلك لغياب التخطيط السليم، والقدرة على المنافسة رغم توافر الأدوات، وهذا يعود لأسباب معينة جعلت النصر يفقد هيبته بعد أن فشل في تقديم نفسه، هذا الموسم، كبطل لدوري عبداللطيف جميل لموسمين متتاليين، ربما لا يكون هذا الأمر غريبا إلى حد ما لأنه قد يحدث في أندية عالمية كبيرة، فانخفاض المستوى أمر متوقع لأي فريق بذل مجهودا كبيرا في موسمين، لذا فالمطالبة ببطولة الدوري للموسم الثالث على التوالي به من الصعوبة الشيء الكثير، لكن الإشكالية في أن يبتعد النصر عن تقديم المستوى الفني المعروف عنه، فهذا أمر يحتاج إلى أن نبحث عن أسبابه ونعمل على تلافيها، ولعل الواضح أمامنا من أسباب هو غياب الاستقرار الفني للفريق، فقد أشرف هذا الموسم، على الفريق مدربان والثالث كانيدا حضر للتو وهو العائد مرة أخرى لتدريب النصر، ومن الطبيعي أن لكل مدرب فلسفته التدريبية وطريقة لعبه وأسلوبه الذي ينتهجه، وهذا بالتأكيد سيكون تأثيره فنيا على الفريق سلبيا للغاية، ومع هذا لن يعذر المشجع السعودي والنصراوي على وجه الخصوص الفريق إذا ما قدم مستويات ضعيفة في بطولة آسيا، خصوصا وأن البطولة اليوم، تعد من ضمن أهداف إدارة النادي، لذا التركيز عليها وبذل المجهود من أجل اجتياز دور المجموعات، مطلوب، ولا أظن أن الأمر يعتبر صعبا على فريق مثل النصر يملك ترسانة من النجوم لديهم القدرة على أن يظهروا بالشكل اللائق الذي يكفل لهم بطاقة التأهل . فالمدرب كانيدا لا يعتبر مدربا جديدا على الفريق، فقد درب نفس المجموعة في الموسم الماضي، ولم يكن في الفريق أي تغييرات كبيرة، لذا التأقلم مع طريقة المدرب ليست بالأمر الصعب، ولا تحتاج وقتا طويلا، وربما قرار الاستعانة بمدرب سبق له تدريب الفريق مثل كانيدا يعتبر قرارا جيدا نظرا لضيق الوقت المتزامن مع بداية البطولة الآسيوية. الأمر الثاني والذي لا يقل أهمية عن الجانب الفني للفريق هو عودة روح الفريق، وهذا دور إداري وفني مشترك، فالإدارة مطالبة في هذا الوقت تلمس احتياجات الفريق، ودفع كل مستحقات اللاعبين حتى يتفاعل الجميع مع ما تقتضيه المصلحة العامة للفريق في هذا التوقيت، وهذا الاهتمام سيولد إحساسا جديدا للاعبين يجعلهم يقدمون الصورة الفنية التي عرف عنها النصر في الموسمين المنصرمين، كل العوامل الإيجابية التي تساعد على عودة روح الفريق يجب أن تقدم، عندها لن تجد نصراويا واحدا ينتقد ما يحدث حتى وإن خسر الفريق -لا سمح الله- . بطولة آسيا، اليوم، أصبحت مطلبا للأندية السعودية، والنصر أحد هذه الأندية التي يُطلب منها تحقيق هذه البطولة، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون التعامل مع هذه البطولة بكثير من الجدية والرغبة الصادقة من قبل الجميع بقيادة مدرج الشمس، الذي كان غائبا هذا الموسم على غير العادة، هم مطالبون في هذه البطولة بمسح الصورة السابقة، ودعم الفريق حتى يشعرون بأن الجميع ينتظر منهم عملا مختلفا وأداء فنيا كبيرا لا ينقصه القوة والقتالية، عندها فقط ستحضر النتائج الإيجابية وسيذهب النصر بعيدا في هذا النسخة من البطولة الآسيوية. مباراة بونيودكور الاوزبكي أول الخطوات نحو الإنجاز المنتظر، إما أن يعيد نجوم النصر الثقة لجمهورهم ويقدموا أداء مقنعا ومميزا مقرونا بالنتيجة أو يستمر النصر في تخبطه، هذا الموسم، عندها لن تكون ردة الفعل جيدة تجاه الجميع، فإن فهم نجوم النصر هذا الأمر لن يفرطوا في النتيجة..!! دمتم بخير ،، zaidi161@