خرج النصر هذا الموسم كالمواسم السابقة صفر اليدين لا بطولات ولا أداءً فنياً مقنعاً في مجمل أدائه طوال الموسم، ومع كل نهاية موسم تخرج أخطاء بالجملة بعضها متكرر والبعض الآخر حديثة؛ إذ لم تكن الإدارة النصراوية موفقة في كثير من القرارات. منذُ زمن والنصر يدور حول نفسه، يبحث عن معالجة سريعة تعيده للواجهة مرة أخرى كبطل له تاريخ وإنجازات من المفترض أن لا تتوقف، مع نهاية كل موسم يخرج المدير الفني للفريق بمجموعة أخطاء كانت سبباً مباشراً في الإخفاق ويقابلها حلول لتلك الأخطاء. تبدأ إدارة النصر العمل على توفير متطلبات المدرب وتنفذ جميع أفكاره، وتسعى جاهدة من أجل تحقيق ذلك، وهذا أمر مفروض لا نقاش فيه فهو المدير الفني والمسؤول عن كل الجوانب الفنية للفريق، لكن الشيء المحزن بعد أن يتم توفير كل الاحتياجات لهذا المدرب وفي الجولة الرابعة أو الخامسة من الدوري تتم إقالته لأي سبب من الأسباب، بعدها يحضر مدرب آخر يحمل فكراً مختلفاً واحتياجات مختلفة، وسيقول: طريقتي تعتمد على أشياء معينة، والأدوات المساعدة غير متوافرة في الفريق، عندها يعود الفريق لدوامة الخروج من المنافسات صفر اليدين مرة أخرى، وقد تكرر هذا الأمر كثيراً..! كارينيو مدرب النصر أشار لنقطة مهمة في أحد حواراته الصحفية بعد نهاية الموسم حيث قال: مشكلة النصر في تغيير المدربين، وهذا أمر سلبي ولن يحقق (الاستقرار) للفريق، فكل فريق يحتاج إلى أن يكون متجانساً في كل شيء؛ على مستوى الفكر الفني والخطط والأسلوب الأمثل في التعامل. وهذا كلام مهم لا ينبغي أن يمر مرور الكرام دون التوقف عنده ومناقشته؛ حتى تصبح المحصلة قناعة راسخة تبعد المسؤولين عن الفريق عن أي قرار انفعالي في المستقبل قد يضر بالفريق، فليس من المعقول ولا المقبول أن يقف النصر كل موسم على نفس الأخطاء وتنفيذ ما يطلبه الجمهور أو النقاد الرياضيين حتى لو ساءت النتائج، إعطاء المدربين الفرصة ومنحهم الثقة أمر مهم وإيجابي، وكارينيو قد يتعرض لمثل هذا الموقف الموسم القادم، خصوصاً لو قادته الأقدار لمقابلة أحد الفرق المنافسة في بداية الدوري وخسر. منذ قدوم الأمير فيصل بن تركي تم تغيير المدرب عدة مرات بنفس الطريقة، ولو أن الفريق النصراوي استمر على ديسلفا الذي صعد بالفريق لمراكز متقدمة في سلم الترتيب حتى هذه اللحظة لربما كان النصر الآن في قمة أدائه وصاحب أهم بطولات الموسم، الحقيقة دائماً ما تكون مؤلمة؛ خصوصاً عندما يقتنع صاحب القرار بأنه لم يكن يسير على الطريق الصحيح وقد تفقده الثقة في بعض الأشياء، وهذا بالتأكيد سيكون له تأثير سلبي على سير العمل في المستقبل. (علة) النصر في (الاستقرار)، وحتى يتجاوز هذه المعضلة يحتاج إلى ترسيخ مفهوم الاستقرار لدى الجميع من لاعبين وجماهير، (يجب) إعطاء كارينيو جميع الصلاحيات الفنية في إدارة الفريق ومتابعة عمله بشكل دقيق ومناقشته حتى تكتمل عناصر النجاح الفني للفريق. ما ألمسه وأشاهده من خلال بعض اللقاءات الصحفية لمدرب النصر أنه رجل متعاون ويقبل النقاش ويرفض التدخل في عمله ويعترف بتحمل المسؤولية عند الإخفاق، جميعها أشياء تدل على أنه مدرب يجيد لعبة التحدي ويثق في نفسه كثيراً، والعمل على الإبقاء عليه هو الحل المناسب حتى يتحقق الاستقرار، (لن) يخسر النصر أكثر مما خسر لو أصر على الإبقاء عليه مهما كانت الظروف والنتائج، ولا أعتقد أن مُسيّري النصر يرغبون في تكرار الأخطاء السابقة، فهم ما زالوا يعضون أصابع الندم على إقالة ديسلفا. عندما تنجح الإدارة في توفير الجوانب الفنية للفريق بالتعاون مع المدرب وخلق جو الثقة المتبادلة بين كل الأطراف تبقى بعض الجوانب الإدارية حتى يكتمل العمل، وربما أهمها توفير متطلبات اللاعبين من مقدمات عقود ورواتب تدفع في مواعيد محددة دون تأخير، فربط كل العوامل المساندة والمهمة -مهما اختلفت درجة أهميتها- بعضها ببعض سيجعل المحصلة النهائية هي (الإنجاز) وهذا هو الطبيعي. في هذا الموسم كانت أكثر أندية زين للمحترفين تعاني، وكانت الحظوظ بالنسبة للنصر للحصول على منجز أكبر من أي فريق آخر، لكن بعض (التخبطات) أضرت بالفريق وفقد نقاطاً كثيرة ومهمة، وهو الآن ينتظر من الفتح معجزة حتى يُخرج الاتحاد، أو من الشباب مجهوداً مضاعفاً حتى يبعد الأهلي عن نهائي كأس الأبطال ليضمن المشاركة في بطولة آسيا للموسم القادم على الرغم من أن الفريق النصراوي كان في غنى عن هذا كله، وكان بإمكانه حجز مركز متقدم يضمن له ما يريد دون انتظار نتائج الغير. ودمتم بخير،، [email protected]