كان الهلال رائعا في شوط المباراة الأول.. رائعا بشكل يمكنه أن يكون مطمئنا ومحفزًا نحو تحقيق مكتسبات أهم في المرحلة المقبلة، وهي مسألة تعني أن (دونيس) يستطيع أن يصل بأداء الفريق الأزرق إلى أعلى المستويات الفنية القادرة على تغيير الشكل الفني المضطرب في الدوري.. ولو استطاع هذا المدرب أن يتعمق أكثر في حيثيات خطته الجديدة، أجزم أنه يستطيع أن يصل بالهلال إلى مراحل مستقرة ومتفوقة وتستطيع أن تتجاوز كل الظروف الصعبة. ليلة البارحة عاد الهلال إلى نقطة كانت غائبة عنه في السنوات الماضية، وهو أن يتجاوز أخطاء التحكيم الفادحة التي واجهته في المباريات الحاسمة، ولو كانت هذه الروح حاضرة في مناسبات مضت لما غاب الهلال عن أي بطولة، وهي مسألة في غاية الأهمية لأن فريق مثل الهلال عليه أن يدرك أن التحكيم ربما يتربص به في أي مناسبة مقبلة أكثر من ألغاء الأهداف إلى طريقة (نيشامورية) محتملة.. وهو الأمر الذي يجب أن يدركه اللاعبين جيدا لاسيما وأن التوقف عندها يعني ضياع أي مباراة. ليس غريبا أن يحقق الهلال البطولات أطلاقا.. وأن يستمر في هذه المسيرة الحافلة والمرصعة بالذهب، لكن الجميل في هذه البطولات الأخيرة أن تأتي بعد سنوات تعيسة إلى جانب أنها جاءت في ظل استمرار الردح الإعلامي ومحاولات التقليل والتشويه، بشكل يجعل الرسالة واضحة للجميع وهي أن الهلال بطل حقيقي ثابت في كل زمان ومكان ولا يمكنه أن يكون مجرد فقاعة أو بطل مؤقت لا يستحق الاستمرار على عرش الزعامة.. هذه الزعامة لم تأتي من فراغ بل جاءت وفق ثقافة بطولية مختلفة عن الآخرين. *نقلا عن الرياضي السعودية