تدخل الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم المنعقدة، أمس، بالمركز التقني بسيدي موسى، التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما أصبحت أول دورة عادية (بعد الدورة الاستثنائية في ديسمبر)، الأولى من نوعها في تاريخ الجزائر المستقلة التي تجري بعيدا عن الإعلاميين. لم يتحرّج محمّد روراوة، مرّة أخرى، في الدوس على القوانين، وهو الذي يتحدث في كل مناسبة عن الارتقاء بالاحتراف إلى مصاف الكبار بتطوير القوانين والحرص على تطبيقها، بدليل أن الرجل طرد الإعلاميين الحاضرين بسيدي موسى لتغطية الأشغال، رغم أن "الحاج" تحاشى نشر على الموقع الرسمي ل "الفاف" طلبات الحصول على الاعتماد للصحفيين، وفرض عليهم قانون ربع الساعة "غير القانوني"، لأجل نقل كاميرات التلفزيون لما أراد روراوة أن يتم تداوله إعلاميا، بشأن تكريمه لصحفيين اثنين مخضرمين، هما مسعود قادري وسعيد سلحاني، والحكم الدولي السابق الدكتور محمّد بيشاري. الإهانة التي ألحقها رئيس "الفاف" بالصحفيين كانت كبيرة، فقد أمر المكلّفين بالأمن، عقب انتهاء التكريم وتناول بعض المرطبات، مرافقة كل الإعلاميين إلى الخارج، وحرص الرجل بأن يتم إبعاد هؤلاء إلى خارج أسوار المركز التقني، ليجد الإعلاميون أنفسهم، وهم يسيرون محاصرين بالحراس، مثل المساجين في الشارع وتحت الأمطار ووسط برد قارص، ما جعلهم يعودون أدراجهم نحو مؤسساتهم الإعلامية دون أي احتجاج على ما تعرّضوا له من طرف رئيس الاتحادية. خروقات قانونية في رفع العقوبة عن غريب وغيّب روراوة الحضور الإعلامي عن سرد حصيلة نشاطه المالي والأدبي، وعن نقاط أخرى، جعل إحداها مستترة تحت غطاء نقطة "متنوعات" خلال جدول أعمال الأشغال الذي أُرسل مسبقا لكل الأعضاء، وتتعلق برفع العقوبة عن المنسق السابق لفرع كرة القدم لمولودية الجزائر، كون الأعضاء لم يتم إخطارهم بأن "العفو" عن غريب مدرج صراحة في جدول الأعمال تحت غطاء "المتنوعات"، غير أن لا أحد من الأعضاء تجرأ على وضع النقاط على الحروف ومطالبة روراوة باستفسارات عن "مراوغاته"، بدليل أن عمر غريب نال تأييدا بالإجماع لرفع عقوبته، باستثناء رضا مالك، رئيس شباب بلوزداد، الذي عارض الاقتراح، فقد شهدت الجمعية تصفيقات حارة على اقتراب عودة "الابن الضال" إلى إدارة عميد الأندية الجزائرية. واللافت للانتباه، أن رئيس الفريق المحترف لمولودية الجزائر، عاشور بتروني، الذي حضر الأشغال، تفاجأ لإدراج رفع العقوبة عن غريب ضمن جدول الأعمال، وأسرّ مصدر عليم بأن بتروني راح يتمتم بكلام وسط نظرائه من الأعضاء، قال فيه إن إدارته لم تطلب أبدا رفع العقوبة عن غريب، وإن غريب لا علاقة له بالشركة التي تسيّر الفريق المحترف. ويعني ذلك أن الإدارة المخوّل لها قانونا تقديم طلب للاتحادية لإدراج رفع العقوبة عن عمر غريب في جدول أعمال الدورة العادية، هي إدارة النادي المحترف لمولودية الجزائر، وليس النادي الهاوي، من باب أن عضوية الجمعية العامة ل "الفاف" يُمثّلها عاشور بتروني، رئيس الشركة التي تسيّر النادي المحترف، وليس رئيس النادي الهاوي، وهو ما يقودنا إلى حقيقة واحدة؛ مفادها أن رئيس "الفاف" أدرج في جدول أعمال الجمعية العامة نقطة بسند غير قانوني. والأغرب في كل هاته الخروقات القانونية التي لم تحرّك أحدا في "عرس روراوة بقاعة سيدي موسى"؛ أن النادي الهاوي لمولودية الجزائر يعيش بدوره إشكالا قانونيا، يتمثل في إصدار مديرية التنظيم والعلاقات العامة لولاية الجزائر، اعتمادين للنادي نفسه لرئيسين مختلفين، ما يعني أن أحد الاعتمادين غير قانوني. وبما أن عمار براهمية الذي يشرف على 13 فرعا رياضيا، يؤكد بأنه الرئيس الشرعي للنادي الهاوي، فإن الوثيقة التي أرسلت ل "الفاف" باسم النادي الهاوي بطبعة عبد الغني مبارك لرفع العقوبة عن غريب، ليست قانونية. وحتى مبارك الذي يبحث عن الشرعية، اتهم عضوين من مكتبه بالتزوير من خلال إرسال وثيقة باسمه لطلب رفع العقوبة عن غريب من طرف الجمعية العامة ل "الفاف"، ما يؤكد بأن المحطات التي بني عليها قرار رفع العقوبة ليست قانونية. والأغرب من كل ذلك، أن عمر غريب يحق له قانونا إيداع الطلب باسمه دون العودة إلى فريقه السابق، غير أن رئيس "الفاف" حرمه العام الماضي من هذا الحق وجعله تائها بين النادي الهاوي والمحترف للعميد لطلب الوثيقة، ما جعل غريب يخسر عاما كاملا نظير استفادته من العفو. بناء مقر للاتحادية وفندق ومركز طبي وأكاديمية.. المشاريع الجديدة وبالمقابل، مرّر محمد روراوة 20 مشروعا استثماريا خلال الأشغال، مستفيدا من المادة 71 من قانون المالية الجديد الذي يُتيح للجمعيات الوطنية استثمار فائض أموالها في مشاريع تجارية، حيث تستثمر "الفاف" حاليا نحو 65 في المائة من ميزانيتها لبناء الفندق بمركز سيدي موسى، وتعتزم بناء مقر جديد للاتحادية ومركز طبي ضخم وأكاديمية لكرة القدم بالمركز التقني نفسه. ومن المقرر أن تنتهي الأشغال خلال سنتين، على أن تستثمر "الفاف" في مقرها الحالي بدالي إبراهيم من خلال تأجيره لمؤسسة عمومية. ومنح روراوة رئاسة مؤسسة الاتحادية لمحمد مشرارة، وهي مؤسسة تستفيد من دعم أولي من الاتحادية بقيمة مليار سنتيم للسنة الواحدة، في انتظار تسطير برنامج العمل لضمان مصادر تمويل أخرى، وتتكفل المؤسسة بنشر أخلاقيات اللعبة والدفاع عن القيم النبيلة للعبة كرة القدم ومساعدة اللاعبين القدامى الذين يعانون مشاكل اجتماعية. مقداد أمقران