خيم الحزن صباح يوم أمس، على الأوساط الاتحادية خصوصًا والرياضية عمومًا بفقدان لاعب نادي الاتحاد محمد فريج أحد النجوم السابقين الذين أثروا الملاعب خلقًا وأداءً، حيث انتقل إلى رحمة الله تعالى إثر نوبة قلبية، واتسمت لحظات لفظه لأنفاسه الأخيرة بروحانية عالية «حسن الختام». وحسب مرافقه فإن فريج شعر بآلام خلال ممارسته للرياضة الصباحية، وطلب منه إيصاله لمنزله حينما اشتدت عليه الآلام، وأثناء العودة في الطريق بدأ في تلاوة القرآن الكريم ونطق الشهادتين، ورغم أن زميله اتجه به إلى مستشفى الملك عبدالله بالرحيلي إلا أنَّ روحه فاضت قبل أن يدخلها. ويعتبر محمد فريج من اللاعبين المميزين في أخلاقهم وأدائهم والملتزمين دينيًا، وترك سمعة طيبة خلال مشواره الرياضي، وكان بشوشًا والابتسامة لا تفارق وجهه ومحبًا وودودًا مع الجميع حتى أطلق عليه أصدقاؤه وزملاؤه لقب «الحب» لمحبته للجميع وحبهم له، وقد تم تأخير الصلاة عليه من الصباح إلى للعشاء لحين عودة ولديه اللذين يلعب أحدهما في أشبال نادي الاتحاد وثانيهما في براعم النادي الأهلي، حيث كانا خارج جدة، الأول بالأحساء مع أشبال الاتحاد في مباراتهم أمام الفتح، والثاني في قطر مع براعم الأهلي، وقد تمت الصلاة عليه بعد عشاء يوم أمس بالحرم المكي ووري جثمانه في مقابر المعلاة، والمدينة التي أحزنها النبأ تتقدم بأحرّ التعازي لأشقاء الفقيد: سراج فريج لاعب نادي الاتحاد سابقًا، وسهيل وأبنائه وكامل أفراد الأسرة، سائلين العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون. وقد نعاه الاتحاد في بيان صادر من إدارة النادي، كما نعاه زملاؤه عبر رابطة قدامى لاعبي الاتحاد. وقد تناقل الاتحاديون يوم أمس محادثة عبر قروب اللاعبين «واتس آب» بين الفقيد وزميله هاني باخشوين متحدثًا عن الشأن الاتحادي بأدب جم معهود عنه، وذكر فيه أن عودة فهد المولد هي الأروع. وتحدث ل»المدينة» كباتنة نادي الاتحاد الذين عاصروه في الملاعب، ففي البداية أعرب عبدالله غراب عن حزنه العميق على الفقيد قائلًا: إن محمد فريج من اللاعبين الذين يمتازون بالأخلاق العالية، ولم يغب عن الجميع حتى بعد الاعتزال، حيث كان متواصلًا معهم وخاصة في المناسبات سواءً في الأفراح أو الأتراح، تجده في أول الحاضرين. وأضاف غراب: للتو خرجت من مقبرة المعلاة بمكة، كان المكان مزدحم بمحبي الكابتن محمد رحمه الله، من الأصدقاء والمحبين. وبنبرات حزينة تحدث زميله عبدالله فوال قائلًا محمد في قمة الأخلاق سواءً رياضية أو إنسانية، ومن اللاعبين الذي أعتز بزمالتهم وصداقتهم كثيرًا، كان قدوة ومثالًا للاعب داخل الملعب وخارجه، وكان في معسكراتنا الخارجية يصطحب معه المصحف باستمرار والكتب الدينية ويوزعها على المسلمين في تلك البلدان لتثقيفهم كما كان يحث الناس بالدخول في الدين الإسلامي شارحاً لهم مميزات ديننا الحنيف، وهناك ساهم في إسلامه. وأضاف تميز بالاحترام الوافر سواءً للاعبين الكبار أو الصغار، وللمسؤولين، وجميع الزملاء الذين كانوا برفقته يمتدحون ما يظهره من أخلاق عالية أبقت حبه في قلوبهم حتى بعد ترك الساحات الخضراء والاعتزال. من جهته عبر قائد فريق الاتحاد السابق أحمد جميل عن حزنه بوفاة زميله لاعب الفريق السابق محمد فريج، الذي انتقل إلى رحمة الله يوم أمس السبت، إثر أزمة قلبية. وقال جميل: إن فريج من الأشخاص الذين يمتازون بحسن الخلق، فلم تكن لديه عداوات مع أحد، وكان رحمه الله يتصف بالبشاشة والمرح، كما أنه محافظ على الصلوات في أوقاتها، ووفاته صدمة كبيرة لي وهذه سنة الحياة ولا نملك سوى الدعاء له بأن يتغمده الله بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته. وأضاف جميل: مواقف محمد فريج مع نادي الاتحاد لا تنسى، فكان من اللاعبين المخلصين، كما سبق وأن عسكرنا سويًا مع منتخب الشباب، ولعبنا معًا في نادي الاتحاد إبان إشراف المدرب بوب هاوتون وسكوتشك. وأوضح جميل أن فريج قبل وفاته بساعات كان يلعب كرة طائرة مع أصدقائه، وتحدث إليه أحدهم وقال له: «أنت تصبب عرقًا، فرد عليه كعادته مازحًا بالقول نحن طبيعة بشرتنا هكذا». وتتقبل أسرته العزاء في داره الكائن بحي الحرمين شمال قاعة الفيصل خلف محطة الحرمين بجوار مسجد نور الصالحين. ).