كان صوتا هادئا وعاقلا.. في زمن نبحت فيه فعلا عن العقلاء.. مضى وترك هذه الدنيا الفانية سبقنا في الرحيل.. وترك من خلفه سيرة عطرة وذكرا حسنا لا تسمع منه فجاجة في القول.. او غلظة في النقاش سعدت بزمالته في اكثر من رحلة في الداخل والخارج وكنت ارى هدوءه يزين شخصيته. رحم الله د. عبدالقادر طاش.. الصوت الهادىء الذي اعطى بلده جل جهده واخلاصه.. اختار مهنة المتاعب.. وضرب اطنابه فيها... فعمل بعقل المتفتح ولسان المتسامح.. وكان زملاؤه الذين عملوا معه في مجال الاعلام يذكرونه بالخير وهم يحمدون له سجاياه الطيبة. واذا احب الله عبدا حبب اليه خلقه.. ومن هنا لا اجد غرابة في ان يجد هذا الفقيد كل هذا الحب والحزن على فراقه.. وقد نعاه الكثيرون انطلاقا من محبتهم لهذا الرجل الذي لم يغضب احدا ولم يسىء لأحد.. كان وفيا لاصدقائه.. محبا لهم.. باشا.. يمد يد التعاون لكل خطوة من اجل خير هذا الوطن. اذكر مرة انني سألته: لماذا اخترت مهنة المتاعب على حساب وقتك وصحتك؟ واجابني رحمه الله: (قد لا تتصور مدى فرحتي وانا اخدم بلدي من خلال هذا التعب الذي انساه وانا اضع على الطريق كلمة الحق.. خيرا وصدقا.. واخلاصا لهذا الوطن الغالي). رحم الله د. عبدالقادر طاش واسكنه فسيح جناته.. والهم اهله وصحبه عزاء الصبر وجميل السلوان.