يدرس رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، إمكانية معاقبة مجموعة من لاعبي المنتخب الجزائري لأقل من 23 سنة، فهؤلاء تورطوا، حسبه، في محاولة "التمرد" التي عرفها معسكر المنتخب الأولمبي الأخير بسيدي موسى، بسبب قضية منح "الكان" الأخير بالسينغال ومصاريف المهمة. يتهم روراوة قائد المنتخب الأولمبي رياض كنيش، ومعه لاعبي اتحاد العاصمة زين الدين فرحات وأيوب عبد اللاوي، بشكل خاص، بتحريضهم بقية اللاعبين في المنتخب على رفض المنح والعلاوات ومصاريف المهمة التي تقدمها "الفاف" لهؤلاء، والبداية كانت تعبير هؤلاء عن عدم رضاهم عن قيمة علاوة التأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو (150 مليون سنتيم لكل واحد)، وامتد الأمر لاحقا إلى استنكارهم قيمة مصاريف المهمة التي سلّمها لهم سكرتير المنتخب صالح بوطاجين خلال التربص الأخير بسيدي موسى، والمقدرة ب 3000 دينار عن اليوم الواحد، ليدعو الثلاثي المذكور زملاءهم لإعادة جمعها (كل لاعب تحصل على 12000 دينار نظير 4 أيام للتربص)، وإعادتها لبوطاجين للتعبير عن رفضهم ما وصفوه "استخفافا" بلاعبي المنتخب الأولمبي مقارنة بالامتيازات التي يحصل عليها لاعبو المنتخب الأول. وتم الاتفاق على "توكيل" قائد الفريق رياض كنيش للحديث باسم اللاعبين، ورفع مطالبهم لرئيس الفاف محمد روراوة، برفع قيمة المنح والعلاوات الخاصة بهم، وهو المطلب الذي أدخل روراوة في حالة من الغضب الشديد ضد مدافع وفاق سطيف، وقد رد عليه بلهجة حادة، ملوحا بمعاقبته بعد أن ذكّره بكل المزايا التي استفاد منها وزملاؤه بسبب تواجدهم مع المنتخب الأولمبي. ورجح مصدر عليم في "الفاف" إمكانية تحويل الثلاثي المذكور على مجلس التأديب، دون أن يفضي ذلك إلى إقصائهم في المنتخب، خاصة في ظل غياب البدائل، وهو الأمر الذي حدث في وقت سابق مع اللاعب زين الدين فرحات، الذي أبعد لفترة كإجراء عقابي، قبل أن يعود بسبب حاجة المدرب السويسري شورمان إليه. ويبدو جليا أن النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب الجزائري لأقل من 23 سنة في نهائيات "السنغال" الأخيرة، واقتطاعهم لتأشيرة الأولمبياد بعد انتظار دام 35 سنة، لا يمكنها أن تحجب المشاكل الانضباطية الكثيرة التي يواجهها المدرب أندري بيار شورمان، التي ساهم فيها التقني السويسري بتساهله الكبير مع لاعبيه.