من كان يصدق ان الهلال يدخل هذه المباراة في خوف وارتباك وهو المنافس على اللقب ! بالرغم من ان نده التقليدي يعاني هذا الموسم من ضربات ولكمات الاقدار، وبلا شك كانت إحدى اللكمات حاضرة مساء الأمس من خلال إصابة حارس المرمى، لتبرهن لجمهوره ان النصر لديه القوة بالعودة لبريقه ولكن الاقدار هي من تحول دون ذلك. أقدار النصر تمثلت هذا الموسم في الاصابات و غيابات لنجوم كانوا في الموسم الماضي هم ركائز ودعامة قوية للفريق ، لعل أبرزهم : غالب و ادريان و الفريدي و العنزي ، مما أثر على انطلاقة النصر في بداية الدوري وشكل ذلك نوع من التراكمات النفسية التي اثرت في بقية الجولات. اليوم وفي ديربي المطر الكل شاهد سيطرة للنصر على مجريات المباراة و إضاعة للأهداف بشكل هيستيري، مما يعني ان ملئ منطقة الهجوم بالمهاجمين يافابيو .. لا تعني لك شي إن لم يكن وسط الملعب متصلاً في ذلك الخط، ولكن نشيد بقدرات هذا الصخرة خاصة ان النصر لم يلعب بهذا الاسلوب حتى وهو بطلاً للدوري، ففي الديربيات السابقة تكون السيطرة للهلال وطريقة لعب النصر تكون على الكرات الطويلة، ولكن اليوم شاهدنا نصراً منهكاً بالغيابات والإحباط النفسي الجماهيري لكن للأمانة قدم مباراة جميلة. السهلاوي يبرهن للجميع أنه الوحيد الذي يجيد رؤية الهلال و كأنه تيلسكوب يقتنص الرؤية في كل الديربيات ان كان حاضراً فمن يريد ان يرسل سلامه للهلال فليبلغه السهلاوي ، حتى اصبح إسمه مرتبطاً في هذا الديربي و لربما مع مرور الزمن سيخرج لنا البعض بدراسة استبيانية عن ظهور مرض نفسي جديد إسمه السهلافوبيا. لاعبو النصر هذا الموسم دخلوا ببرود وتشبع من حصول الفريق على الدوري لمرتين متتاليتين، أسفر ذلك عن نزيف مستمر لنقاطه السهله ومن أمام جميع الأندية ، كانت جل مبارياته يدخل بتعالي وكأن لا يوجد لديه حافز على ان يفوز، بعكس مانشاهده هذا الموسم في الاهلي والهلال، والذي اعتقد انه سيكون مشابه لسيناريو الموسم الماضي من خلال ملاحقه وحيده بين طرفين حتى آخر جولة. من الآخر.. الهلال هو من يجيد اللعب على خصومه بتكتيك مدعوم بسلاح الضغط على حامل الكرة واللعب في العمق الهجومي من خلال الكرات البينية وبذلك من ثلاث فرص محققة سجل الهلال هدفين وسرق المباراة وترك الفلسفة لكانافارو، والفلسفة تبلورت اليوم في اشراك ادريان بديلاً لجمعان والذي يلعب في منطقة المحور، بهذا التبديل شكل فابيو كانافروا انقلاباً للموازين في وسط الميدان وسلم المباراة للهلال بخطأ فني قاتل، كان من الواجب عليه ان يخرج أحد المهاجمين ويدخل أدريان ذات النزعة الهجومية ويترك المناطق الخلفية دون العبث بها، ولكن كما قلنا سالفاً .. سُرقت المباراة في ليلة المطر.