سبع ساعات هي ما استغرقه اجتماع الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي حوى جدول أعماله قضايا مُتعددة يستحق كل منها تعليقاً منفرداً. يهمني من الاجتماع أربعة قرارات أرى أنها لُب الاجتماع وأهم ما وُضع فوق طاولة الاتحاد. فتسمية طلال آل الشيخ كشخصية إعلامية مرموقة تقلبت في مواقع إعلامية رئيساً للجنة الإعلامية قرار من الأهمية بمكان عطفاً على ما يُعانيه الاتحاد من انفلات إعلامي. يملك طلال آل الشيخ خبرة عريضة تجعله قادراً على شكم كثير من التجاوزات الإعلامية لرؤساء اللجان وأعضائها وبعض المُستصحفين المحسوبين على الاتحاد في مواقع التواصل ثاني قرارات الاجتماع إزاحة الستار عن لجنة وُصفت بالاستقلالية لمباشرة التحقيق في تبعات قضية اللاعب سعيد المولد وما نتج من اتهامات وعبارات خارجة عن الذوق بحق النادي الأهلي في المذكرة الشهيرة. القرار افتقر للمنطقية والواقعية في كثير من جوانبه ويكفي أن أشير إلى مفهوم الحيادية في لجنة يرأسها رجل عمل في الاتحاد ويُمثل ضمنياً خصماً وحكماً. ثالث القرارات في الاجتماع أيضاً هو إبطال مُقترح الأثر الرجعي في العقود المفسوخة والإبقاء على التجميد اعتباراً من تاريخ الاقتراح وهو ما وُصف بالانتصار اليتيم لرئيس اللجنة. رابع القرارات ما صدّرته الاحتراف لينقض مصطلح ثلاثة زائد واحد الذي بقي صامداً فترة طويلة وهو قرار مُثخن بالعيوب كون اللاعب الآسيوي أقل كلفة وكون مبدأ التكافؤ يصبح أثراً بعد عين وكون الأندية في حال تأهلها مُلزمة بالعودة إلى أصل القرار وكونه جاء بعد أن أمضت الأندية عقودها السنوية. الواقع إن اجتماع الاتحاد كان سميناً بالمتناقضات وحمل في طياته كثيرا من علامات التعجب كبقاء الانضباط دون ضابط. صور الاجتماع السمين جسد الاتحاد من الداخل مُتنافراً وقلقاً ومُضطرباً ومُنقسماً تُخيم عليه الأنانية والأهم كشفه لنوعية من أبطال الورق حُرقت على مرأى ومسمع من الجميع.