التعصب الذي أعنيه في العنوان هو التعصب الرياضي والذي أزداد بصورة واضحة جدا في الفترة الأخيرة وبات يؤرق كل المهتمين بالرياضة لدينا وخاصة كرة القدم .. وللأسف كل المهتمين بمكافحة التعصب سلكوا الإتجاه الخاطيء في معالجة هذا التعصب ولم يضعوا أيديهم حتى الآن على مكمن العلة .. ولا أدري إن كان ذلك جهلا منهم أو تعمدا لأنهم حقيقة لا يريدون إصلاح تلك العلة . لمكافحة علة التعصب علينا أولا أن نحدد من هو المؤثر ومن هو المتأثر بمعنى ما هي الجهة التي تؤثر على بقية أطراف المنظومة الرياضية فينتج بسبب تصرفاتها وسلوكها هذا التعصب .. وما هي الجهة التي تتأثر كثيرا من أفعال وتصرفات جهات مؤثرة فيزداد تعصب هذه الجهة … ومتى ما حددنا من هو المؤثر وعملنا على إصلاحه أو حتى إزالته .. نكون قد وضعنا أيدينا على الخطوة الأولى والأهم في إزالة التعصب أو على الأقل التخفيف منه . الجمهور دون أدنى شك هو الجهة المتأثرة .. والإعلام هو أيضا جهة متأثرة ولكن الإعلام يتحول بمرور الوقت إلى جهة مؤثرة في الجمهور .. أما الجهة المؤثرة فعليا في التعصب هي المسؤول الرياضي سواء كان هذا المسؤول في اتحاد الكرة أو في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو حتى في وزارة الاعلام فهؤلاء هم من يتسب بأفعالهم وسلوكهم في إثارة وإحتقان الإعلام والذي هو بدوره يتسبب في إحتقان وتعصب الجمهور . ولذلك وبمنتهى البساطة مكافحة التعصب يجب أن تبدأ بمعالجة المسؤول المتعصب أو بالأحرى إزالة المسؤول المتعصب ومن ثم إحقاق العدل وذلك بوضع قوانين ولوائح واضحة وعادلة والسير عليها بمنتهى الإنضباط .. ومن بعدها سترون كيف سيخف التعصب تدريجيا من الإعلام وبالتالي من الجمهور . للبدأ في مكافحة التعصب علينا أن نبدأ أولا بإقالة كل منسوبي لجنة مكافحة التعصب فهذه اللجنة وجودها يوحي للجميع بأنه لا أمل في التخلص من التعصب لأن منسوبي هذه اللجنة هم من أكثر الناس تعصبا في الوسط الرياضي وبعد التخلص من هذه اللجنة نبدأ بالرئاسة العامة ثم إتحاد الكرة ثم وزارة الإعلام وإزالة كل مسؤول فيها يثير التعصب بعدم تطبيق اللوائح وعدم إحقاق الحق . الرمية الأخيرة :- عندما يكون 99% من منسوبي الرئاسة العامة لرعاية الشباب وإتحاد كرة القدم ومنافذ الإعلام الرسمية .. عندما يكون كل هؤلاء من مشجعي نادي واحد فأعلم أن التعصب لن يزول وأن الإحتقان سيستمر وأن كل اللجان التي يتم تكوينها هي مجرد حبر على ورق .. لأن التعصب يزول بالعدل والعدل يكون بمشاركة كل الألوان في القرار .. أحادية القطب في الوسط الرياضي باتت واضحة جدا وأزداد وضوحها في عهد الرئيس الجديد لرعاية الشباب . رامي العبودي تويتر @ramialaboodi