«كيف أتيت إلى عالم الصحافة الرياضية؟ لم تكن يوما ما إلا (عازفا للسمسمية).. لا تعرف شيئا عن الرياضة.. لتدخل فيها وتكتب ما تشاء وتشكك في من تشاء.. العقد الآسيوي إنجاز هلالي فلماذا تحاول إبعاده وتكذيب مصدره وزرع الشكوك حوله؟». هذه العبارات قالها أحد النقاد الكبار «سنا»، ليس في الرياضة وإنما في غيرها.. قالها في برنامج حواري سعى من خلاله إلى تثبيت رؤيته وقتل الرأي الآخر! بالنسبة لي لا يهمني تاريخ الصحافي أو مسيرته المهنية.. سواء أكان في الفن أم الاقتصاد أم حتى السياسة.. المهم أنه يقدم رؤية ناضجة ومنطقية مدعومة بالمعلومات أو ترتكز على بعض الأفكار العقلانية، وفي النهاية للقارئ الكريم الحق في القبول بها أو رفضها إن لم تسِر وفق اتجاهه الفكري على أي صعيد وليس الرياضة فقط! من شاهد برنامج إحدى القنوات الرياضية المتخصصة أول من أمس لربما توقع أنه يشاهد برنامجا منذ 7 أعوام أو على الأقل عام ونصف العام حينما تسلم الهلال لقب نادي القرن الآسيوي! يقول الناقد الرياضي الزميل عدنان جستنيه: «أنا لا أقبل باختيارات الاتحاد الدولي لإحصاءات وتاريخ كرة القدم، أما أنتم فحلال عليكم ومبروك عليكم الألقاب كلها». إذن هو لا يصادر الفرحة ولا حتى الإنجاز، لكنه ضد تعميم اللقب وتضخيمه على اعتبار أنه لا يرى هذا الاتحاد شيئا! قلتها أثناء تتويج الهلال بلقب نادي القرن قبل عام وأكثر: «إن الهلال هو الأفضل في تلك الفترة ويستحق اللقب»، أما رأيي بالنسبة لفريق العقد فيبدو أن الاتحاد الدولي للإحصاءات «استساغ» تتويج الهلال مرة أخرى فسعى إلى تغيير المعايير وتفصيلها بحسب مقاس اللون الأزرق على الرغم من أن الأرقام والإحصاءات كلها تذهب لعميد الأندية السعودية الاتحاد أو سامسونغ الكوري! لا فريق عقد في آسيا في رأيي غير الاتحاد أو سامسونغ.. ليس اعتباطا وإنما انطلاقا من أرقام قارية وتفوق آسيوي لا مثيل له! الفرق بين معايير اتحاد الإحصاء في «القرن والعقد» أنه أعطى الاستحقاقات المحلية رقما يميز الفريق الفائز في ال10 سنوات الماضية وهو الأمر الذي جعل الهلال في المقدمة! إن ما قام به اتحاد الإحصاء ليس عدلا بل إن عمله «مثير ومريب»!! ولذا فكان من الطبيعي جدا ألا أهتم بأرقامه وإحصاءاته منذ الإعلان قبل أسابيع! بعد أن قلت ما يجيش في خاطري أقول: إن أسوأ ما يعانيه الناقد الرياضي حينما يفقد الحجة أمام زميله الآخر ثم يذهب إلى أصل الشخص أو لونه أو مذهبه أو حتى خلقته للتقليل منه بعد أن سقط على وجهه وانكشف قناعه وهو يدافع عن فكره بدافع الميول.. مثل هؤلاء لا يستحقون حتى المناقشة أو مجرد الاستماع لآرائهم.. فعلا لقد ضاع الكثير من الوقت وأنا أتابع ذلك البرنامج!! أما ذلك الشخص وبالتأكيد لا أقصد أحدا في ذلك البرنامج فهو لا يؤمن بالرأي الآخر.. إنه يحاربه في كل مكان وزمان.. أتدرون لماذا؟ لأنه يعريه أمام الجميع.. فعلا مسكين!