لعل أجمل ما في رياضة كرة القدم هو التنافس الشريف الذي يقوم على أسس ومبادئ مرتبطة بالرياضة وتعد ثوابت نتمسك فيها في كل المواقف.. فالتشجيع بالنسبة لشبابنا يمثل نوع من الانتماء والولاء قد يؤثر على سلوكهم وطريقة تفكيرهم وتعايشهم.. فعندما نشاهد ما هو غير مألوف في ذلك فبالتأكيد هو نتيجة لواقع الوسط الرياضي المؤجج والغير مستقر والذي فقد الكثير من اتزانه وعقلانيته وحدوده في ظل نقص كبير في الثقافة العامة والفكر الراقي والعلاقات الجميلة والتي نستطيع من خلالها التغلب والسيطرة على انفعالاتنا. ربما النتائج السيئة وخيبة الأمل لفريق تسبب لمحبيه القلق والتوتر.. ولكن في وسطنا الرياضي نجاح المنافس وتفوقه يجعلهم خارج المعقول والمقبول مما جعل هناك من يحاول دائما التشكيك في منجزات منافسيه.. هنا نحن لا نريد أن نتحكم في مشاعر أحد أو نفرض عليه وصاية فهو حر في منهجه وطريقة تعاطيه مع المنافسين في أي موقف.. فلسنا مع أو ضد ما يقوم به ما دام هناك احترام متبادل وحدود مقبولة. لعل هذا هو حالنا في دوي أبطال آسيا وهو أمر طبيعي يجب أن لا يعطى أكبر من حجمه أو استغلاله وترك الشارع الرياضي يعبر عن الصورة التي عادتاً ما تأتي نتيجة للشحن والتعصب في الوسط الرياضي.. لذلك يحاول الكثير اللعب على هذا الوتر من أجل مصلحة فريقه بمفردات ذات قيم عقائدية ووطنية لا يجب إقحامها في الرياضة بالصورة التي قد تؤثر على مفاهيم ثابتة وراسخة في نفوس شبابنا.. فهذه المفردات تظهر من بعض المنتفعين فقط عندما يكون فريقه المستفيد وتجده يظهر بثوب أخر مع منافسيه. إذا كان لا بد من استمرار هذا الوضع الغير مثالي والطبيعي في نفس الوقت بشعار "أنا والغريب على أبن عمي".. علينا أن نعترف أنه أمر سلبي وغير صحي لا يحتاج إلى محاربة وبث الفتنة والبغضاء بقدر ما يحتاج إلى قبول وحسن معاملة وتفهم.. فالرياضة تحمل رسالة جميلة للبشرية أسمى وأرقى من قضية مثل هذه.. وقد لا نفهم ذلك ما دمنا نتعايش بألوان أنديتنا ونفكر بهذه الطريقة. تويتر TariqAlFraih@