يوما ما سيأتي سنعترف فيه أننا لم نكن في منأى عن أخطاء ساهمت بصورة أو بأخرى في تفشي ظاهرة التعصب في الوسط الرياضي، بل وبتنا نحن أكثر تعصبا من بعض المتعصبين في المدرجات! مثل هذا الاعتراف لم أقله أو أكتبه أول وهلة، بقدر ما هو امتداد لواقع ما فتئت أذكر به ومعي عدد قليل من الزملاء لا يخافون قول الحق ولو على أنفسهم! المنتخب هناك في أستراليا ونحن نتصارع على أيهما أكثر قدرة في الحديث عن ناديه والإساءة للنادي المنافس! آسيا تعلن قرب البداية عن انطلاقة بطولتها، والقوم هنا يتبارون في أيهما القادر في استمالة جمهور ناديه للتصفيق له وهو يكيل السباب والشتائم للنادي المنافس! المنتخب خسر وديتين أمام البحرين وكوريا الجنوبية، فتساءل كبار المتعصبين في الإعلام عن كم لاعبا من ناديكم ومن نادينا في المنتخب، فقلت: بكل صراحة الإعلام الرياضي يعيش أسوأ مراحله، فقال واحد من جيل الرائعين: وما العمل!؟ فعلا، ما العمل في ظل أوضاع أضحى فيها المتعصب يقول ما يريد دون حسيب أو رقيب أو حتى وازع مهني أو أخلاقي! المنتخب الذي يحمل اسم الوطن ويمثل الوطن إن لم يكن هو قياس الوطنية في الرياضة فمن سيكون البديل؟ حينما تجرأ زميل وقال: لن أشجع الهلال في آسيا انهالت عليه العبارات كما انهالت على من ناصروه كجلمود صخر حطه السيل من علٍ، أما ذاك الذي قال: هذا المنتخب الحالي لا يمثلني، فثمة من اعتبروا قوله حرية شخصية وآخرون قالوا ربما احتجاج على واقع!؟ وفي هذا الاستدلال رسالة ينبغي أن نمعن النظر فيها ومن ثم وضعها تحت عنوان واضح وصريح؛ ليعرف جيل اليوم أن هناك من هم بحاجة إلى إعادة تأهيل في حيثيات الرسالة الإعلامية التي شوهت بفضل إعلامي التعصب عنده مهنة في مهنة من لا مهنة له! المنتخب الذي هو أحوج ما يحتاج لدعمنا ينبغي أن نتفق حوله بطرح منطقي ودعم خالٍ من التهديد والوعيد في حالة الخسارة، ولا سيما أن الواقع يؤكد أن المنتخب يحتاج إلى سنوات من العمل حتى يتعافى! أما من يقولون: يا بطولة آسيا، يا حل المنتخب ومن ثم الاتحاد، فهؤلاء متربصون يتحدثون في معزل عن المنطق منطق كرة القدم الذي يقول: منتخبنا ليس من أفضل سبعة منتخبات آسيوية مرشحة للمنافسة على البطولة. آسيا التي تحبنا ونحبها تسأل عن غيابنا أكثر من سؤالنا عنها.. هكذا قال لاعب من جيل ماجد عبدالله، فقلت له: كلام كبير من لاعب كبير! في داخلي غائبون يملأون عيني بالبكاء!.