في كل مرةٍ يتوقف فيها الدوري فترةً زمنيةً طويلةً يكون هذا التوقف مفيداً لبعض الأندية وغير جيدٍ للبعض الآخر، وكلٌّ ينظر لهذا الأمر من منظور المصلحة الخاصة، فالأندية التي بدأت بداياتٍ قويةً وحققت نتائج إيجابيةً تقلقها عملية التوقف، أما الأندية التي لم تكن بدايتها بالشكل المطلوب ولديها مشاكل فنيةٌ معينةٌ، فهي بالتأكيد ستكون سعيدةً بفترة التوقف لمعالجة الأخطاء بشكلٍ سليمٍ، مستغلين الوقت والفرصة التي منحت لهم قبل أن يذهب الموسم دون أن يحقق الفريق أي مكاسب على مستوى النتائج. كان من الصعب أن يتوقع أكثر النقّاد والمحللين أن تكون بداية استئناف دوري عبد اللطيف جميل في الجولة العاشرة لهذا الموسم بعد فترة التوقف ستكون قويةً، فالتجارب أثبتت أن العودة للمباريات بعد فترة التوقف ستكون ضعيفةً على المستوى الفني إلا في هذه المرة، فقد تميزت الجولة العاشرة بالأداء الفني الجيد الذي يجعلك لا تشعر بأن الدوري كان متوقفاً ما يقارب الشهر، وهذا يعني أن الأندية قد استفادت من فترة التوقف بشكلٍ سليمٍ، حتى الأندية الخاسرة في هذه الجولة قدمت مستوياتٍ مقبولةً إلى جيدةٍ رغم الخسارة، ولعل المفاجأة إذا ما اعتبرناها مفاجأةً هي تغلب فريق التعاون على الشباب، ليصعّب من مهمته في منافسة النصر على بطولة الدوري، بعد أن زاد الفارق النقطي بينهما، وهذا لا يعني أن الشباب أو أي نادٍ آخر ضمن المراكز الخمسة المتقدمة بعيدون عن تحقيق الدوري، لكن في ظل ما حدث في هذه الجولة تحديداً على مستوى الأداء الفني والنتائج من الممكن أن نقول: أن حظوظ النصر أصبحت أكبر من أي فريقٍ آخر، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بالنهاية. وفي رأيي إن النصر والاتحاد رغم أنهم كانا يقدمان مستوياتٍ جيدةً قبل التوقف هم أكثر ناديين استفادا من التوقف، فكليهما استغنيا عن مدربيهم، وتم التعاقد مع مدربين آخرين، وهذا الأمر يتطلب وقتاً كافياً ليضع كل مدربٍ لمساته على الفريق، ويطبق الطريقة والتكتيك المناسب الذي سينتهجه إلى نهاية الموسم، وهذا ما حدث بالفعل، فالنصر والاتحاد ظهرا بمستوى جيدٍ، وقد لاحظنا تغيراً في طريقة الأداء الفني ومعالجة كل الأخطاء السابقة. فالنصر تغيّر أسلوب أدائه، وأصبح مدربه الجديد دايسلفا يقرأ كل خصائص الفريق بالشكل المناسب، ويجيد الاستفادة من إمكانيات العناصر المتوفرة لديه بالشكل المقنع، وهذا الجانب كان ضعيفاً في فترة المدرب السابق كانيدا، ف دايسلفا برهن أن المدرب الجيد هو مَن لديه القدرة على تسخير كل إمكانيات الفريق الفنية كتوظيفٍ في خدمة الفريق، وهذا ما شاهدناه في مباراة هجر، وقد يتضح عمل دايسلفا الفني في المباريات الكبيرة مستقبلاً. أما الاتحاد فقد وضحت لمسات المدرب في الخطوط الخلفية، فقد أصبح الجانب الدفاعي للفريق أكثر تنظيماً من السابق رغم ضعف أداء بعض العناصر، وعدم وجود اللاعب الأجنبي الذي يعمل الإضافة للفريق. – في مواسم سابقةٍ كانت فترات التوقف ترفع من وتيرة الاعتراض والانتقادات، أما اليوم وفي ظل هذا التخبط على مستوى التنظيم والتخطيط للموسم في الأندية أصبح الأمر مرحباً به لحدًّ ما؛ لأن البعض يرى من خلاله فرصة لتغيير الوضع وإعادة ترتيب الأوراق لمعالجة الأخطاء أو تقوية الفريق؛ لهذا نجد أن فترات التوقف متى ما وجدت توضح مدى تدني مستوى التخطيط الإداري للأندية وعدم القدرة على الاختيار الجيد والمناسب لنوع المرحلة لدى البعض، والنجاح الحقيقي في هذه الجزئية يكمن في مَن يستطيع أن يغير خططه بشكلٍ إيجابيٍّ، لتنعكس على النتائج في فترةٍ زمنيةٍ وجيزةٍ، بهذا يكون النجاح الإداري متجلياً أكثر. ودمتم بخير,،، سلطان الزايدي Zaidi161@تويتر سلطان الزايدي | الأندية وفترة التوقف was last modified: ديسمبر 4th, 2014 by فيصل خليل