قد يكون الحكم على أي فريق من خلال الجولة الأولى من دوري عبداللطيف جميل متسرعاً بعض الشيء، فكل الأندية استعدت استعداداً مميزاً لموسم طويل وشاق، وقد يكون هذا الموسم من ناحية الاستعدادات هو الأبرز على أساس أن الجميع وضع في حسبانه أن المنافسة ستكون هذا الموسم أكثر شراسة من المواسم السابقة، وقد يعود سبب هذا الأمر إلى أن بطل آخر نسخة من دوري زين للمحترفين كان الفتح، وليس تقليلاً من شأن الفتح هذا الفريق الكبير والمميز، لكن الفتح أشعل فتيل الطموح لدى البعض وقرروا الدخول في عراك المنافسة، ولا أعني هنا أن جميع أندية عبداللطيف جميل ستكون منافسة على بطولة الدوري هذا الموسم -بالطبع لا- لكن سيزداد العدد في هذا الموسم بعد أن كان في فترة زمنية سابقة مقتصراً على ناديين أو ثلاثة، لهذا فإن التوقعات تبشر بدوري (جميل)- كما هو اسمه- يمتاز بالندية والإثارة والتشويق. من السهل الكشف عن مدى قوة الاستعداد لكل نادٍ من الجولة الأولى من الدوري، وذلك من خلال بعض المؤشرات الأولية من أهمها معالجة نقاط الضعف لكل فريق، فالفريق الذي ركز على نقاط الضعف في صفوفه تجده قد عمل بعض التغييرات التي تصب في معالجة هذا الضعف؛ وذلك باستقطاب بعض الأسماء المفيدة والمؤثرة والقادرة على سد الثغرة، لكن الفريق الذي ما زالت أخطاؤه تتكرر ولم يستفد من أخطائه نستطيع أن نقول ان استعداده لم يكن بالشكل المطلوب. يبرز في هذا الجانب النصر والاتحاد، فالنصر منذ موسمين وهو يعاني من ضعف واضح في خط الدفاع ومع هذا تنصب كل تعاقدات الفريق على تدعيم خط الوسط والهجوم، في الوقت الذي كان من المفترض الاهتمام بالشق الدفاعي حتى يستطيع الفريق أن يحقق نظرية التوازن الفني داخل الملعب، أي فريق في العالم إذا لم يكن يملك خط دفاع قوياً فلن يحقق أي تقدم مهما كان يملك من قوة هجومية ضاربة. كان من المفروض أن يهتم الجهاز الإداري والفني في الفريق باستقطاب حارس مرمى مميز يكون بديلاً لعبدالله العنزي، ومدافعا مميزا سواء كان محلياً أو أجنبياً دون الحاجة الى المبالغة في تدعيم خط الوسط الذي أصبح يعاني من زحمة بسبب كثرة العناصر في هذا المركز؛ مما قد يتسبب في التأثير على تركيز المدرب وقدرته على الاختيار، وفي نفس الوقت لم يكن النصر في حاجة لجلب أجنبيين في مركز رأس الحربة، وكان من المفترض الاستعانة برأس حربة واحد على مستوى الأجانب حتى لا تُستنفذ خيارات الفريق من اللاعبين الأجانب في مركز واحد. الاتحاد يعاني من نفس أخطاء الموسم الماضي لكن ليس على الصعيد الفني للفريق، بل على المستوى الإداري وقضية الديون التي قد تجعل الاتحاد هذا الموسم يعاني بشكل غير مسبوق، وقد يتدهور حاله بسبب تلك الأزمة، فمع بداية دوري عبداللطيف جميل لم يطرأ على هذه الأزمة أي تحسن، بل على العكس تماماً تفاقمت وزادت الديون وكانت أول نتائجها خسارة كأس السوبر بسبب عدم مقدرة إدارة الاتحاد على الإيفاء بالتزاماتها المالية ليتسنَى لها تسجيل بعض اللاعبين الذين تم التعاقد معهم. لهذا كان من الطبيعي جداً أن تكشف الجولة الأولى عن الفرق التي كانت أكثر جاهزية عن غيرها من الفرق الأخرى من خلال معيار المقارنة بين الموسم السابق وحصر نقاط الضعف لكل فريق مع بداية هذا الموسم، فالفريق الذي عالج نقاط الضعف اتضح ذلك في الميدان بشكل فعلي، أما الفريق الذي ما زالت معاناته مستمرة فلا أعتقد أن استعداده كان جيداً، فمعيار الحكم هنا قد يكون أكثر دقة. النصر في مباراة نجران كان يعاني من ضعف واضح في حراسة المرمى وخط دفاعه والاتحاد ما زال غارقاً في ديونه، وهذا مؤشر يدل على أن النصر والاتحاد قد يعانون هذا الموسم بشكل مختلف، وقد تكون نتائجهم لا تتناسب مع تاريخهم ومكانتهم الجماهيرية. ودمتم بخير،، [email protected]