مانراه في بطولة " للوطن " المقامة ضمن مهرجان خادم الحرمين الشريفين من دعم للجياد بعمر 7,6,5,4 سنوات والمنتجة محلياً من خلال إفراد عدد لا بأس به من الأشواط لهذه الفئة ، والمبالغ التي خصصت لها في مجموع جوائز بلغ 33000 ريال ، بالإضافة إلى مضاعفة جائزة المركز الذي يحصل عليه الجواد المنتج محلياً هو في الواقع أمرٌ يستحق الوقوف عليه طويلاً، ،لأنه وببساطة يُلقي الضوء على إحدى أهم المشكلات التي تواجهها فروسية قفز الحواجز في المملكة ، ويؤسس لفكر فروسي قائم على بٌعد نظر ووضوح رؤيا واستراتيجيةٍ لو طُبّقت لكفتنا الكثير مما نعانيه على مستوى تأمين الجياد . لا يخفى على أحد -في الوسط الفروسي – ما نعانيه من نقص الجياد على مستوى المنتخب و الفرسان بجميع صفوفهم ، تلك المشكلة التي تؤثر بشكلٍ واضح جداً في مستوى الفروسية السعودية ، و للأسف إن واقع سوق الخيل لا يبشر بخير إذ أن تكاليف الحصول على جواد مؤهل للمنافسة أصبحت أرقاماً فلكية لا طاقة لأحدٍ بها ، مما يجعل من هذا الفكر -الذي تدعمه بطولة للوطن – والقائم على دعم الجياد الصغيرة و المنتجة فكراً يستحق الالتفات إليه وأخذه على محمل الجد واقتباسه من قبل المسؤولين الفروسيين واعتماده في منهجية تسير وفق خطة عملٍ منظمة ذات نفسٍ طويل لا تستعجل النتائج ، إنما تهدف إلى تأسيس حدٍ أدنى من الاكتفاء الذاتي من الجياد وتأمين عددٍ من الخيول التي تصبح بعد بضعة أعوام من اقتنائها استثماراً فروسياً ناجحاً ومخزون قادر على إنقاذ الفروسية السعودية مما يمكن أن نسميه مجازاً " الإفلاس الفروسي " الذي شهدناه مؤخراً بعد أن وصل بنا الأمر إلى الغياب عن بعض البطولات كما حصل مع المنتخب في بطولة الأمم " على سبيل المثال وليس الحصر " . إذاً : فإن التخطيط الاستراتيجي في دعم الجياد الصغيرة والمنتجة – والذي تتبناه بطولة للوطن – هو مطلب أساسي يجب وضعه على رأس القائمة التطويرية التي تتبناها أي مؤسسة فروسية تبحث عن الاستقرار طويل الأجل لا عن إنجازات وقتيّة لا أحد يمكنه التخمين متى وأين وعلى يد من قد تتكرر !