لا شك بأن الفروسية بشكلٍ عام ، و فروسية قفز الحواجز بشكلٍ خاص أصبحت في الفترة الأخيرة رياضةً تستقطب الكثير من الاهتمام ، مما جعلها تتعدى مرحلة كونها مجرد هوايةٍ يمارسها عشاقها ويتابعها المهتمون بأمرها إلى طورٍ آخر جعل منها صناعةً مستقلة بذاتها ، أجل فالإقبال على هذه الرياضة التي لها طابع خاص جعل منها صناعةً تُغوي الكثيرين باقتحام سوقها ، ولا نبالغ إذا قلنا بأن للمملكة العربية السعودية السبق والريادة في إدخال هذه الصناعة إلى الخليج العربي ، بل وإيصال رسالةً إلى أبناء الخليج مفادها بأن أهل الجزيرة لم يبرعوا مع الخيل العربية الأصيلة فقط ، بل إن إمتطاء الخيول هي حرفتهم في أي بقعةٍ على وجه الأرض كانت ، هذا ما برهنه فرساننا البارعون في اقتناصهم لميداليات الأولمبياد والأسياد ، وبروزهم في جميع المحافل العالمية التي يسجلون حضورهم فيها . ويعد مهرجان خادم الحرمين الشريفين ترجمةً فعليةً لاستقطاب بوصلة السياحة الفروسية وجعلها تشير إلى المملكة خاطفةً أنظار عشاق الخيل والفروسية من شتى بقاع الأرض ، ولعل ما يشهده المهرجان في كل عام من استقطابٍ للفرسان العرب والعالميين يؤكد هذا المضمون السياحي للفروسية في المملكة ، وما يشهده من إقبال جماهيري متزايد في كل عام عن الآخر يدل دلالة قاطعة على أن نجاح السياحة الفروسية في المملكة – في حال تم تعزيزها من قبل القائمين بشؤون الفروسية في المملكة – أمرٌ مؤكد ، وعلى الرغم من أن يد المهرجان استطاعت أن تصفق وحدها إلا أن هذا التصفيق يخفت شيئاً فشيئاً عند انتهاء المهرجان ، تاركاً خلفه خريطة الكنز التي لو اتبعناها بدقة لوصلنا إلى أقصر الطرق المؤدية إلى اقتحام عالم السياحة الفروسية من أوسع أبوابه ، الأمر الذي من شأنه النهوض بالفروسية السعودية ووضعها على خارطة النهضة الفروسية التي تغزو العالم ، وتنجح في تثبيت أوتادها في جنباته ، وهذا ما لمسناه في دولٍ استطاعت الاستفادة من تجارب من سبقوها والسير على خطاهم حتى أصبحوا مضرب مثلٍ للجميع ، ومن الأولى بنا أن نستفيد من تجارب أنفسنا ونهتدي بهدي من اهتدى منّا ، وتلمّس الطريق على أثرهم واستكمال مسيرتهم لتحقيق الهدف الرئيس الذي يتمحور حول فكرة النهوض بالفروسية السعودية .