كان محمد مسعد في الحادية عشر من العمر عندما تابع شقيقه الأكبر خالد وهو يخوض مع المنتخب السعودي للمرة الأولى نهائيات كأس العالم صيف عام 1994 بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وبينما كان محمد يتابع شقيقه الأكبر وهو ينجح بتقديم أداء صلب منذ المباراة الأولى أمام هولندا مروراً بالفوز التاريخي على بلجيكا وانتهاءاً بالخروج من دور الستة عشر أمام السويد، لم يكن يعلم بأنه هو نفسه سيشارك بالعرس العالمي مع المنتخب السعودي وسيصبح يوماً ما قائداً لنادي الأهلي الذي ابتدأ منه أخيه مشواره الكروي. موقع FIFA.com تحدث إلى المدافع الصلب محمد حول تألقه هذا الموسم مع نادي الأهلي بدوري أبطال آسيا والمشاركة في العرس العالمي بالإضافة إلى سبب تراجع كرة القدم السعودية مؤخراً. السير على خطى الشقيق الأكبر حقق خالد مسعد الكثير من الإنجازات وشارك بالعديد من البطولات العالمية حيث لعب بكأس العالم تحت 17 سنة كندا 1987 قبل أن يشارك بنفس العام بكأس العالم تحت 20 سنة في تشيلي وشارك بعد ذلك بكأس العالم في الولاياتالمتحدة 1994 وفرنسا 1998 بالإضافة إلى خوضه ثلاث بطولات لكأس القارات. كل هذه الإنجازات والمشاركات لعبت بدون شك دوراً في إلهام الشاب الواعد آنذاك محمد للسير على خطى شقيقه الأكبر ولم يخف هذا الأمر عندما قال لموقع FIFA.com "أكن احتراماً كبير لأخي الأكبر خالد حيث أنني كنت دائماً أتطلع لكي أكون مثله وأن أحقق بعض الإنجازات التي حققها سواء مع النادي أو مع المنتخب حيث وضع الكثير من البصمات المميزة." وأضاف "التحقت بنادي الأهلي منذ أن كان عمري ثمانية سنوات إلى أن وصلت إلى الفريق الأول. لقد مثلت نادي الأهلي في العديد من المناسبات إلى أن أصبحت مؤخراً قائداً للفريق." وبالفعل حقق محمد حلمه بالمشاركة بكأس العالم FIFA عندما استدعاه المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا ليكون جزءاً من تشكيلة الصقور الخضر للمشاركة في ألمانيا 2006. وعلى الرغم من أن مشاركته لم تتعد تسع دقائق بالمباراة الختامية للسعودية بمرحلة المجموعات أمام أسبانيا، إلا أن مسعد أثنى بشكل كبير على الإستفادة التي حصل عليها من العرس العالمي. وقال اللاعب ذو التاسعة والعشرين من العمر "لقد كانت مشاركتي قصيرة ولكن الحضور في كأس العالم وحده هو أمر مهم حيث يكفي التواجد في هكذا كرنفال عالمي يتابعها الملايين من البشر فكيف إذا شاركت بالبطولة حتى لو كانت المشاركة لفترة قصيرة." وأضاف "لقد كانت استفادي كبيرة من المشاركة بألمانيا 2006 فالتواجد بالبطولة كان أمراً مميزاً إلى جانب العديد من النجوم الذين يتابعهم الملايين من الناس عبر التلفاز وهو بحد ذاته كان أمراً جميلاً بالنسبة لي." تألق لافت مع الأهلي شقّ محمد مسعد طريقه بنجاح ليصبح قائداً لنادي الأهلي في السنوات الأخيرة حيث ساهم بفوز الفريق بكأس الأبطال لعامين متتاليين وليشارك مع عملاق منطقة جدة بدوري أبطال آسيا حيث يأمل بأن يواصل نجاحه على الصعيد القاري بعدما وصل إلى ربع نهائي البطولة. ولن تكون مهمة مسعد والأهلي بمواصلة المشوار بالبطولة الآسيوية سهلة حيث أوقعت القرعة "قلعة الكؤوس" بمواجهة نادي سيباهان الإيراني الذي يملك خبرة كبيرة بالبطولة بعدما وصل إلى النهائي في نسخة عام 2007 وشارك بكأس العالم للأندية FIFA لاحقاً من ذلك العام. وعزا مسعد النجاح الذي حققه الأهلي هذا العام بالوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا إلى الجو العائلي داخل الفريق بالإضافة إلى البصمة التي وضعها المدرب التشيكي كارل جاروليم مع الفريق منذ استلامه تدريبه عام 2011. وقال مسعد "هناك عوامل كثيرة وراء النجاح الذي حققناه أهمها المحبة بين اللاعبين والإلفة والمساعدة بينهم. كل هذه الأمور تلعب دوراً إيجابياً وجميع اللاعبين كانوا في قمة عطائهم بالإضافة إلى البصمة التي تركها المدرب جاروليم مع الفريق وهذه الأسباب ساعدت الفريق واللاعبين لكي يقدموا كل ما لديهم." وأثنى المدافع الصلب الذي يبلغ طوله 1.76 متراً على جمهور الأهلي الذي "آزر الفريق بالسراء والضراء ووقف إلى جانب الفريق منذ سنوات طويلة وهو لعب دوراً مهماً بالنجاح الذي حققناه." وستكون بداية مشوار الأهلي نحو النهائي الحلم يوم الأربعاء عندما يلتقي نادي سيباهان على ملعب الأخير وقد اعتبر مسعد بأن مواجهة سيباهان يجب أن تكون حافزاً كبيراً للفريق السعودي من أجل مواصلة المشوار بالبطولة خصوصاً بعدما التقى الفريقان سابقاً في مرحلة المجموعات من البطولة هذا العام. وقال "وصلنا إلى هذه المرحلة ونحن عازمون من أجل مواصلة المشوار للفوز بلقب البطولة. سيباهان كان معنا بنفس المجموعة في وقت سابق من البطولة ولدينا معلومات وفيرة عنهم وأتمنى أن ننجح في مواصلة المشوار بالبطولة." ولن يكون الأهلي ممثل الكرة السعودية الوحيد بربع نهائي دوري أبطال آسيا هذا العام حيث سيدافع عن لواء كرة القدم العربية والسعودية إلى جانب جاره نادي الإتحاد بالإضافة إلى عملاق العاصمة نادي الهلال وقد تحدث مسعد عن حظوظ الأندية السعودية بالبطولة. وقال مسعد "وصول ثلاثة أندية سعودية إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا قد يكون مؤشراً لعودة الكرة السعودية بقوة وهو أمر يبث الحماس لدى الجماهير خصوصاً مع تعثر المنتخب مؤخراً فالأندية هي دعامة المنتخب ومتى ما قدّمت مستويات جيدة فإن هذا الأمر سينعكس على المنتخب." وتحدّث مسعد أكثر عن المنتخب السعودي قائلاً "ربما تراجع المنتخب السعودي مؤخراً ولكنه بدون أدنى شك وضع بصمات كثيرة سواء قارياً أم عالمياً وأتمنى أن يكون نجاح الأندية السعودية قارياً دافعاً لعودة المنتخب السعودي بقوة بالمستقبل القريب."