بات ليوم الثلاثاء أهمية خاصة بالنسبة لنادي ريال مدريد الأسباني، وأيضا بالنسبة لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو. ففي هذا اليوم يستهل العملاق الأسباني رحلته ببطولة دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم، في المجموعة الرابعة الصعبة، باستضافة بطل إنجلترا مانشستر سيتي على ملعبه "سانتياجو بيرنابيو" في العاصمة الأسبانية. وقد صنفت المجموعة الرابعة على أنها "مجموعة الموت" بالبطولة الأوروبية هذا العام لأنها تضم أبطال مسابقة الدوري المحلي لأربع دول كبيرة وهم: ريال مدريد ومانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند (ألمانيا) وأياكس (هولندا). وسيكون على البطل الأسباني بقيادة مدربه البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو أن يضع وراء ظهره المستوى المروع الذي ظهر به حتى الآن بمسابقة الدوري الأسباني إذا ما كان يسعى وراء بداية قوية على المستوى الأوروبي هذا الموسم، حيث اكتفى ريال مدريد بجمع أربع نقاط فقط من مبارياته الأربع الأولى بالدوري الأسباني هذا الموسم ليتخلف بفارق ثماني نقاط كاملة عن خصمه اللدود برشلونة، وهي مسافة غير مسبوقة بين الفريقين في مثل هذه المرحلة المبكرة من الموسم. وكالعادة سيلجأ مورينيو إلى مواطنه رونالدو لتسجيل الأهداف والتألق في قيادة هجوم الفريق المدريدي. ولكن كيف ستستقبل جماهير ريال مدريد رونالدو غدا؟ فالنجم البرتغالي سيضطر لمواجهة الجماهير للمرة الأولى منذ تصريحاته الغريبة والمثيرة للجدل في الثاني من أيلول/سبتمبر الجاري. فبعدما سجل هدفين في المباراة التي تغلب فيها ريال مدريد على غرناطة 3-0، أذهل رونالدو جماهير ريال مدريد والإعلام بقوله إنه لم يحتفل بأي من هدفيه لأنه "حزين، والنادي يعلم سبب حزني هذا". ورفض رونالدو من وقتها توضيح هذه الشكوى بشكل أكبر، مما أدى إلى إيجاد تفسيرين محتملين لها. التفسير الأول: أنه يريد زيادة راتبه البالغ حاليا عشرة ملايين يورو سنويا (13.1 مليون دولار) حتى يتساوى مع اللاعبين الأعلى راتبا في العالم. وكان رونادلو التقى يوم الأربعاء الماضي مع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الذي تردد أنه أخبر مهاجمه البرتغالي عن استيائه بسبب تصريحاته المثيرة للجدل. ولكن يبدو أن بيريز أخبره أيضا أنه سيحصل على زيادة في راتبه قريبا. أما التفسير الثاني فهو: أن رونالدو مستاء من عدم تلقيه الدعم الكافي من ناديه ومن زملائه بالفريق في محاولته لإحراز جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم والتي سيتقرر الفائز بها في كانون الأول/ديسمبر المقبل. ومن الواضح أن رونادلو كان غاضبا من زميليه مارسيلو وتشابي ألونسو اللذين قالا إن جائزة الكرة الذهبية يجب أن تذهب إلى قائد منتخب أسبانيا وريال مدريد الحارس إيكر كاسياس الذي تألق مع منتخب بلاده خلال بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة "يورو 2012". وكان رونالدو اكتفى في 29 آب/أغسطس الماضي باحتلال المركز الثالث في حفل تسليم جائزة أفضل لاعب في أوروبا لهذا العام خلف نجمي برشلونة أندريس إنييستا وليونيل ميسي ليبدو بائسا أمام جميع الجماهير التي شهدت الحفل المقام في مونت كارلو. ولكن حملة رونالدو من أجل المزيد من المال والدعم حققت نتائج سيئة مع جماهير ريال مدريد. فقد أظهرت استطلاعات الرأي على شبكة الإنترنت أن غالبية الجماهير تعارض زيادة راتب اللاعب البرتغالي بينما صبت المدونات الجماهيرية غضبها على لاعب شديد الثراء يطلب زيادة راتبه في بلد يعاني 25% من سكانه من البطالة بخلاف معاناته من خفض رواتب العاملين في القطاع العام ومن استقطاعات هائلة في الخدمات العامة. ووصف العديد من الجماهير رونالدو بأنه عار على ريال مدريد وطالبوا بيريز ببيعه وتعهدوا بإطلاق صفارات الاستهجان ضده يوم الثلاثاء. كما انتقد رونالدو لأنانيته في الملعب ولإصراره على لعب جميع الضربات الحرة لفريقه. وحتى صحيفة "ماركا"، التي لطالما كانت إيجابية تجاه رونالدو، أكدت أن المهاجم البرتغالي يجازف بتحويل نفسه إلى رمز للاستهزاء وأبدت بغضها الشديد لسلوكه. وتساءلت محطة "كادينا سير" الإذاعية أمس الأحد عما إذا كان رونالدو سيستقبل بصفارات الاستهجان يوم الثلاثاء. وبالتاكيد لن يساعد أداء رونالدو الباهت غير المبالي خلال مباراة ريال مدريد التي خسرها 0-1 أمام اشبيلية بالدوري الأسباني أمس الأول السبت اللاعب البرتغالي غدا. ويعتبر موقف رونالدو غير مسبوق في تاريخ كرة القدم. فكم من الأندية يحدث فيها أن يكون أبرز هداف لديها غير محبوب بين العديد، إن لم يكن الغالبية العظمى، من جمهورها؟ وكيف يعقل أن يتلقى اللاعب الذي سجل 151 هدفا لريال مدريد في 150 مباراة منذ انضمامه للنادي من مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل مبلغ قياسي في 2009 من صفارات الاستهجان أكثر بكثير مما يتلقى من تحية الجماهير؟ ستشهد مباراة الغد إما المزيد من صفارات الاستهجان من جماهير ريال مدريد لرونالدو وإما، كما يأمل رونادلو ورئيس النادي بيريز ، بداية عهد جديد من التصالح بين الطرفين.