اقتنص تشيلسي الإنجليزي تعادلا ثمينا بدون أهداف مع مضيفه أتلتيكو مدريد الأسباني في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا الثلاثاء على ملعب فيسنثي كالديرون بالعاصمة الأسبانية مدريد. وجاء اللقاء متوسط المستوى، وغابت اللمحات الفنية من الفريقين على مدار شوطي المباراة، حيث اندفع أتلتيكو مدريد كثيرا نحو الهجوم ولكن هجومه لم يسفر عن أدنى خطورة على مرمى تشيلسي، في ظل التنظيم الدفاعي الجيد للفريق اللندني الذي أغلق كل المنافذ أمام لاعبي أتليتكو. ولم يتأثر تشيلسي بغياب نجميه الكاميروني صامويل إيتو والبلجيكي إيدين هازارد للإصابة، بينما تأثر أتلتيكو مدريد بابتعاد نجميه كوستا، وأردا توران الذي شارك في الشوط الثاني، عن مستواهما المعهود خاصة بعد غيابهما فترة طويلة عن الملاعب بسبب الإصابة. ويعد هذا التعادل هو الثالث لأتلتيكو في البطولة، ليحافظ على سجله خاليا من الهزائم، مقابل ثمانية انتصارات، في حين حقق تشيلسي تعادله الثاني في المسابقة، مقابل ستة انتصارات وثلاث هزائم. وشهدت المباراة إصابة يستر تشيك حارس مرمى تشيلسي في الدقيقة 15 من المباراة ليقرر البرتغالي جوزيه مورينيو تغييره بالحارس البديل الأسترالي مارك شوارزر. وسيغيب كل من لامبارد وجون أوبي ميكيل من تشيلسي وجابي من أتلتيكو عن لقاء الإياب الذي سيجرى على ملعب ستامفورد بريدج بالعاصمة البريطانية لندن الأربعاء 30 أبريل/نيسان بسبب حصولهم على الإنذار الثاني. وبتلك النتيجة تأجل حسم التأهل إلى مباراة العودة، حيث يكفي أتلتيكو الفوز أو التعادل بأي نتيجة إيجابية للتأهل للمباراة النهائية للمرة الأولى منذ 40 عاما، بينما يتعين على تشيلسي الفوز بأي نتيجة من أجل الصعود للنهائي الثاني له في البطولة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بعدما سبق له التأهل للمباراة النهائية عام 2012 أمام بايرن ميونيخ الألماني. وبدأت المباراة بحماس من جانب أتلتيكو مدريد الذي سعى لإحراز هدف مبكر لاسيما في ظل مؤازرة عاملي الأرض والجمهور له، وشهدت الدقيقة الثانية التسديدة الأولى في اللقاء عن طريق لاعب الوسط البرازيلي دييجو ريباس ولكنها خرجت بعيدة عن القائم الأيمن لمرمى تشيلسي. بمرور الوقت، فرض أتلتيكو سيطرته المطلقة على المباراة، وكثف من هجماته، في الوقت الذي اعتمد فيه تشيلسي على التنظيم الدفاعي وتضييق المساحات على لاعبي الفريق الأسباني. وضاعت أول فرصة حقيقية من أتلتيكو في الدقيقة 15 بعدما نفذ كوكي ركلة ركنية باغت بها تشيك حارس مرمى تشيلسي بتسديدها مباشرة نحو مرمى الفريق اللندني، لكن الحارس التشيكي أبعد الكرة ببراعة إلى ركلة ركنية، إلا أنه تعرض للإصابة عقب اصطدامه براؤول جارسيا لاعب أتليتكو أثناء تصديه للكرة، ليقرر جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي الدفع بالحارس البديل مارك شوارزر بدلا منه. وعلى عكس سير اللعب، كاد تشيلسي أن يحرز الهدف الأول في الدقيقة 20 بعدما تابع جاري كاهيل الركلة الركنية التي نفذها لامبارد، ليرتقي كاهيل فوق الجميع ويسدد كرة خطيرة لكنها خرجت بعيدة عن القائم الأيمن لمرمى تيبو كورتوا حارس مرمى أتليتكو مدريد بقليل. واصل أتلتيكو مدريد اندفاعه الهجومي ولكن لم تتسم هجماته بالخطورة الحقيقية نظرا للتمركز الجيد من جانب لاعبي تشيلسي الذين اعتمدوا على الهجمات المرتدة، التي كاد الفريق أن يفتتح النتيجة عبر إحداها في الدقيقة 28 بعدما تلقى راميريز تمريرة طولية من لامبارد لينفرد اللاعب البرازيلي بالمرمى ولكنه سدد الكرة برعونة لتخرج بعيدة عن مرمى أتلتيكو. وجاء الرد سريعا في الدقيقة 30 من جانب أتلتيكو بعدما قاد كوكي هجمة من الناحية اليسرى ليمرر كرة عرضية إلى جارسيا الذي سدد الكرة برأسه ولكنها علت المرمى بقليل. ومع إغلاق تشيلسي لكل المنافذ، لجأ أتلتيكو إلى التسديد من بعيد لتشهد الدقيقة 34 تسديدة صاروخية من ماريو سواريز من خارج منطقة الجزاء، ولكنها ابتعدت قليلا عن القائم الأيسر لمرمى شوارزر، قبل أن يسدد دييجو كرة أخرى ولكنها اصطدمت بدفاع تشيلسي. وقبل نهاية الشوط الأول كثف أتلتيكو هجومه وتغاضي حكم المباراة عن احتساب ركلة جزاء له بعدما اصطدمت الكرة التي سددها كوستا نجم الفريق الأسباني بيد سيزار إزبيليكويتا ظهير أيمن تشيلسي داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 40. وواصل دييجو تسديداته من خارج المنطقة ليصوب كرة أخرى في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع ولكنها ذهبت سهلة في يد شوارزر لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. وعلى عكس الشوط الأول، بدأ تشيلسي مهاجما في الشوط الثاني حيث سدد لامبارد كرة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة 47 ولكنها ذهبت في منتصف المرمى ليمسكها تيبو كورتوا بسهولة. وسنحت الفرصة الأولى لأتلتيكو في هذا الشوط في الدقيقة 55 عن طريق دييجو الذي سدد كرة من على حدود المنطقة قبل أن يمسكها شوارزر. حافظ تشيلسي على نشاطه الهجومي وقاد فيرناندو توريس هجمة للفريق الإنجليزي في الدقيقة 59، بعدما راوغ أكثر من لاعب بمجهود فردي قبل أن يسدد كرة قوية بقدمه اليمنى ولكن أمسكها كورتوا. وحاول الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو بث النشاط إلى هجومه مرة أخرى ليجري تبديله الأول بنزول النجم التركي أردا توران بدلا من دييجو المجتهد. وشهدت الدقيقة 64 الإنذار الأول في المباراة لفرانك لامبارد بعدما لعب بخشونة مع أردا توران في منتصف الملعب، ليغيب بذلك عن لقاء الإياب لحصوله على الإنذار الثاني في البطولة. واتسم اللقاء بالعصبية الشديدة في الدقائق الأخيرة من المباراة، بعدما توترت أعصاب لاعبي أتلتيكو من المحاولات المتكررة للاعبي تشيلسي لإهدار الوقت ليشهر حكم اللقاء البطاقة الصفراء لجون أوبي ميكيل من تشيلسي وجابي من أتلتيكو ليغيبا عن مباراة الإياب. وشهدت الدقيقة 75 ضربة حرة مباشرة سددها فيرنانديز جابي ولكن أخرجها شوارزر إلى ركلة ركنية. وسار الربع ساعة الأخير من المباراة على وتيرة واحدة، هجوم مكثف من أتلتيكو مدريد ولكنه اتسم بالعشوائية، مقابل دفاع منظم من تشيلسي لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.