لا أعرف لماذا ترمي الرياضة السعودية بأوراقها وقوتها دائما خلف رهان خاسر هو الاتحاد العربي للألعاب الرياضية. في كل مرة تقترب بطولة عربية من التنظيم يُطل الفشل برأسه قبل أن تبدأ, وفي كأس العرب المختلف عليها الآن, شاهد حاضر وواضح, رغم محاولات الإنعاش المستمرة التي يستعين بها المسؤولون السعوديون لتحقيق التجمع العربي بعيد المنال, وإن قرب وتم كان على غير ما يسر ويبهج. قبل بداية البطولة, أعلن العرب موافقتهم ومشاركتهم, في وسط المسافة, اعتذرت الأردن, لحقت بها عمان, وعذرهما يبدو مقبولا, لاحقا المغرب تعلن الحضور بالمحليين, وقبيل صافرة البدء تعلن الإمارات اعتذارها, وتبدأ الشركة الراعية في اللف والدوران, وتستدعي كل العيوب من البداية, وأغربها الاحتجاج على مشاركة البلد المضيف بالبدلاء, وكأنها عرفت للتو بالقرار السعودي الذي أعلن منذ شهرين. أعرف أن الاتحاد العربي إرث كبير وثقيل تركه الأمير فيصل بن فهد لشقيقه سلطان, ومنه إلى ابن الراحل, والحال هو الحال لا يتعدل مع تعاقب الورثة, وليس العيب فيهم، بل في التركة التي لا تجد رواجا في سوق العصر. وحتى لا تضيع جهود الأمير نواف ووقته في إعادة الحياة إلى قلب متوقف, أرجو أن يسأل نفسه سؤالا بسيطا هو: كيف كان والده المرحوم الفقيد يدير هذا الكائن العجيب الاتحاد العربي؟ كيف استطاع أن يجمع العرب تحت مظلة رياضية وهم الذين ما التقوا إلا ليختلفوا تحت أي قبة ومظلة وسماء وعلى أي أرض؟ سيجد الإجابة بسيطة جدا, وهي: أن فيصل بن فهد كان رجلا استثنائيا, يسوس أمته بالمال مرة وبالقوة والحزم مرة, وبالدهاء مرات, وأنه غفر الله له, خلّف تركة ثقيلة جدا, ولم يترك كل صفاته فيما ترك, ووّرث. يستفزني تمنع العرب عن بطولات الاتحاد العربي, ويستفزني أكثر ركض مسؤولي رياضتنا خلف (المقفين) نناديهم وكأننا نرتجي منهم غنما وتكسبا, وكأننا نحن العرب الوحيدون, وكأننا سنجني الثمار وحدنا, وكأننا لا ندفع نصف ميزانية هذا التجمع العربي التعيس. أعرف أن هناك جوانب غير رياضية تفرض على بلادنا السعي خلف هذه اللحمة العربية, لكن اللحمة يا بلادي أوصال مقطعة, لن تلتحم, فلماذا لا نلتفت إلى الأهم ونترك مطاردة سراب اللقاء العربي البعيد. ولأن أجندة الأمير الشاب الجميل نواف بن فيصل تئن بقائمة محلية طويلة, هي أولى بجهده, وأحق بما لديه, فأقترح على أمير رياضتنا أن يجري محاولته الأخيرة مع رياضيي العرب, بتحويل كل بطولات الاتحاد العربي إلى بطولات سنية للناشئين والشباب والأولمبيين فقط.. فقط, فإن استقام حال بني العرب كان ما كان, وإن لم يستقم فلا حل لأميرنا أمام الأشقاء المقفين غير المبالين، إلا أن يستخرج نسخا لمفاتيح الاتحاد العربي ويوزعها في مظروفات بريدية يكتب عليها من الخارج: إن كان يجمعنا حب لغرته .. فليت أنّا بقدر الحب نقتسم