كان حلم تحقيق بطولة غالية يختم فيها الفريق النصراوي اخفاقات الموسم الاسوأ هو العلاج الانجع لإعادة الثقة في إدارة الفريق وإرضاء الجماهير المتعطشة للعودة للأمجاد ، وكانت الفرصة قد تهيأت على طبق من ذهب للفريق الاصفر ليعيد هيبته التي فقدتها بشكل كبير بسبب جملة من الاخطاء الادارية والفنية حولته الى فريق فاقد الهوية ولا يستطيع مجاراة المنافسين والدخول على الصراعات البطولية. لكن الامل الذي تولد لدى جماهير النصر العريضة بعد ان تأهل الفريق الى نهائي البطولة الغالية أعاد شيئاً من ذكريات الماضي في نفوس انهكها الانتظار وأتعبها الالم لعل الصورة القاتمة تتغير الى الافضل. الموجع في هزيمة الكأس لم يكن فقط تحول الحلم إلى كابوس ولم يكن فقط ضياع الامل وفقدان الثقة ولم يكن ايضا العودة لمربع الضياع والتيه بل كانت الاقسى والأعنف كونها صُبغت بنكهة تاريخية وتعتبر كارثية في تاريخ النادي. المحزن ان جماهير النصر وهي التي تدرك وتعرف ان امكانيات فريقها محدودة ضربت كفاً بكف وهي ترى دكة الاحتياط الصفراء تضم المتردية والنطيحة وما أكل السبع حتى ما يطلق عليهم مجازاً محترفون أجانب كانوا في غياهب الغياب وتدني المستوى ولو قدّر لهم وشاركوا لربما كانت النتيجة فضائحية بشكل لا يبقى أي امل في مستقبل النصر بعد ان تحول الكيان الكبير الى بقايا أطلال لا زالت تحييها انفاس الجماهير وروح العشق فقط. ويبدو ان ادارة النصر امام مفترق طرق لا بد معه ان تكون واضحة وشفافة مع الجماهير الكبيرة المنتظرة للمستقبل الاصفر ويجب عليها ان تغير بشكل جذري طريقتها الفاشلة في انتقاء الكوادر الفنية وإعادة بناء الفريق بشكل قوي يرتكز على القيمة الفنية والأداء ورصد الميزانيات المفتوحة للتجديد والتحديث مع التركيز على ضرورة الاحلال والترحيل والتنسيق لإعادة الرونق للفريق الذي بات مترنحا من كثرة السقوط. وهذا هو مطلب الجماهير التي لازالت ترى في إدارة فيصل بن تركي بقايا أمل لعله يكون بمستوى تحدي المرحلة وإعادة المجد الضائع لتعود تتغنى بالاسم الاشهر في النصر خلال المواسم الثلاث والمكنى بكحيلان. فيما يرى السواد الاعظم من المتذمرين والمعترضين على سياسة الترقيع ضرورة رحيل إدارة فيصل بن تركي ويرون ان المشكلة لم تكن مادية بل انها فكرية ونقص في الخبرة والحكمة الادارية ويجب ان يكون الرحيل القرار الاول والعاجل ليتسنى للرئيس المقبل ترتيب اوراقه مبكرا لخوض غمار الموسم المقبل بروح جديدة وإدارة جديدة وعناصر فنية قادرة على النهوض بالفريق الى مصاف الاندية المنافسة. ويعيش الوسط النصراوي بشكل خاص والرياضي بشكل عام ترقب وانتظار لما ستقرره إدارة النصر ويرى اكثر النقاد الغيورين على نادي النصر ضرورة تحلي إدارة النادي بالشجاعة والاعتراف بالفشل ومن ثم الرحيل وإعطاء الفرصة لإدارة جديدة تقود الفريق فليس المهم الان صناعة فريق او اعادة تأهيله بقدر اهمية وقف تدهور الفريق والمحافظة على تاريخه ووضعه الفني والذي اصبح لا يسر عدوا ولا صديقا.. فهل ستغامر إدارة النصر وتكابر وتصر على الاستمرار وهل تملك اداوت النجاح ان قررت ذلك.. ام تستسلم للأمر الواقع وتضع حداً لمسلسل الاخفاق الذي هوى باسهما عند الجمهور الى الحضيض؟