استغرب الكاتب الرياضي فرحان الفرحان انتفاضة الحرص على مصلحة النصر الذي انفجر في المكاتب مؤخراً وتساءل الكاتب : هل هو إعتراف بمعاصي سلطوية إرتكبت بحق النصر , و محاولة تصحيح ما يمكن تصحيحه .. لحماية الذات من المحاسبة .؟ أم هو الخوف من تبعات الماضي , و البراءة الشكلية منها في هذا المرحلة , التي يقال أنها مرحلة جرد حساب و تصحيح مسار.. جاء ذلك في مقال صحفي بعنوان في مسار العاصفة وجاء فيه : أتابع بإستغراب شديد , التداعيات المتتابعة , التي اعقبتها العاصفة التي إجتاحت الرياضة السعودية , بعد الخروج المذل من نهائيات كأس أسيا , و التي أودت بالمنتخب السعودي إلى الهاوية , عندما تراجع في الترتيب الأسيوي , و أحتل المركز الأخير متخلفا ً عن المنتخب الهندي المكافح .. في مسار العاصفة سقوط و تهدمات , ذعر و خوف من غضبة التغيير , براءات من ذنوب , تبريرات و توضيحات , مهادنات مهتزة , يقرأها الشارع الرياضي بإستغراب شديد .. في الخطاب الإعلامي للإعلام الذي أختطف القرارات , حملة تهوين لماحدث , و بروزة لبعض الأسماء التي ساهمت في الفضيحة , عبر تضخيم إنجازات صغيرة و تجيير هذه الإنجازات بالرغم من صغرها , لهذه الأسماء , و ذلك لحمايتها من الإستئصال , مع محاولة غبية لإحتكار مناقشة الكارثة , و ذلك بإقصاء كتاب الرأي العام , و إستهجان مناقشتهم لماحدث , و كأن ما حدث لم يهز ضمير المواطن مهما كانت إهتماماته , مع جر الإعلام النصراوي , لدائرة التوريط , و كأنه كان شريك في عمليات تعبأة اللجان بالرجال , أو كان له صوت يسمع , في سياسة المرحلة الماضية , فالإعلام النصراوي ( على فرضية وجوده ) كإعلام مؤسس , كان قابعأ ً في ( زوايا كتابه ) في موقف المتفرج المراقب , بل إن هذا الإعلام كان حضاريا ً , ً و هو يترفع عن إستثمار السقوط , فلم يمارس الإنتهازية لتحقيق مكتسبات ضيقة , أو الإنتصار لذاته المصلوبة على رصيف شارع الصحافة .. بعد التصريح بإصابة إبراهيم غالب و أحمد عباس , و الذي جاء على ( طريقة فضفضة ضمير موجوع ) , بدأت التداعيات تنهال على نادي النصر , فالدرج الذي سجن معاملة خانات البراعم الخاصة بنادي النصر , بالرغم من أنه النادي الوحيد , المستوفي لكل شروط فتح الأكاديمية من ملاعب و منشأت و مدربين منذ سنة , إنتفض هذا الدرج فجأة , و دبت فيه نخوة المسئول , فسارع لإبلاغ النادي هاتفيا ً بتوقيعه على المعاملة , في حرص كان غائبا ً لأشهر طويلة .. لجنة الإحتراف التي كانت تسخر من النصر , عبر بيانتها المعبأة بالسلطوية و الإستعلاء و الإحتقار لنادي النصر , و قهقهات رئيسها التفزيونية الساخرة من النصر , قبل فترة وجيزة , تحولت في ليلة صحوة مفاجأة , إلى ترتيب إطلالة تلفزيونية , مليئة بالمسكنة و المهادنة , كما حدث مساء أمس في برنامج الجولة , و الذي جاء في مقدمته عبر العناوين ( ماذ يقول صالح بن ناصر لجماهير النصر ) , ثم جاءت مداخلة الدكتور , مما يعني ان المداخلة كانت عبارة عن مادة إعلامية مرتبة , تبدلت فيها كل سلطوية هذه اللجنة و أحتقارها للنصر , إلى أخوة و ملاطفة , و عدل و إنصاف , كان غائبا ً في قضايا عديدة حسب المعطيات المعلنة على الأقل , بعضها ظهر للإعلام , كقضية عبيد الدوسري , و أحمد الدوخي , و بعضها كان غائبا ُ كالعقبات التي كانت تزرع في قضية تسجيل اللاعب عدنان عبدالشكور , عندما رفض الدكتور صالح بن ناصر , تسجيل اللاعب في اللحظات الأخيرة للإقفال باب التسجيل , بالرغم من وجود شيك مصدق .. قضايا النصر , مع لجنة الإحتراف مريرة و متعددة , مليئة بالإضطهاد و الإحتماء بإختلاقات شبه نظامية , في حين أن الأندية الأخرى كان يقبل منها مناقشة العرض الشفهي , كما حدث في إنتقال اللاعب عيسى المحياني , عندما أقر الدكتور أثناء الجدل على تسجيل , بأن عرض الهلال للأعب شفهيا ً , و ذهب خلف العرض ( نقاشا ً على الأقل ) حتى و العرض شفهيا ً .. هذه التداعيات الغير مسبوقة في الرياضة السعودية , و التي أصبحت تمسح على رأس النصر , كمسح من يهزه زائر الموت لجاره على شعر اليتيم .. لماذا تفجرت الآن .؟ و من فجرها .؟ خصوصا ً و أن الإعلام النصراوي غير قادر على تفجيرها ( لأن النصر لا يملك إعلام ) فكل ما يملكه عبارة عن مجموعة من الكتاب الذي يخوضون معارك يومية مع الرقيب الوهمي , و لماذا صحت الضمائر فجأة .؟ هل بكاء الضمائر حقيقي .؟ أم هو الخوف من السقوط , في مسار العاصفة .. يا الله .. تصورو لو كان النصر , يملك صحيفة , تدافع عن قضاياه , تضع المسئول أمام قدره , تفند تعنته , كم هي الإعتذارات , التي ستحبو على بوابة النصر , طالبة الصفح و المفغرة .. معاملة البراعم , فجأة تتحرك , عبر الألياف البصرية , بعد تعنت و مكابرة , لجنة الإحتراف , تتحدث لجماهير النصر , بعد أن كانت تسخر من رئيسه بالرغم من مكانته الإجتماعية , كما حدث في بيانها أثناء قضية اللاعب احمد الدوخي ..!! ما هذا .؟ ما هذا الحرص على مصالح النصر , الذي إنفجر في المكاتب , و في الضمائر , أين كان .؟ و ما الذي فجره .؟ هل هو إعتراف بمعاصي سلطوية إرتكبت بحق النصر , و محاولة تصحيح ما يمكن تصحيحه .. لحماية الذات من المحاسبة .؟ أم هو الخوف من تبعات الماضي , و البراءة الشكلية منها في هذا المرحلة , التي يقال أنها مرحلة جرد حساب و تصحيح مسار .. شخصيا ً .. لا يعنيني ماذا تكون .. كل ما يعنيني .. أن تعود رياضة الوطن , صحيحة معافاة من عمى الألوان , لتعود للجلوس على عرش القارة الأسيوية , بدلا ً من الجلوس خلف عتبة سور أسيا العظيم .