الكاتب فتحي بن هادي عندما يبدع الأستاذ أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي في منح السيد خوان لوبيز كافة الصلاحيات والثقة المطلوبة لإعداد فريق مثالي، وعندما ينجح هذا المدرب في اختيار العناصر التي تخدم خططه، وعندما تتفانى هذه العناصر لانتزاع البطاقة الأولى بالعلامة الكاملة، فلا يملك الجمهور الذي يرى المنتخب الذي طالما حلم به بأم عينه إلا أن يصدح بفرحة هستيرية تهز كل شبر في أركان الجزيرة كلها. في ليلة تجلى نجم منتخبنا فيها وخفت ضوء القمر، من رأي تلك الفرحة الهستيرية التي طغت على أرض ملعب الأمير فهد ليلة البارحة، سيتساءل ملياً عم إذا كانت هذه الفرحة معقولة لمنتخب تربع على مسمى هذه البطولة ثلاث سنين وحل وصيفاً لثلاث أُخر، فهل يعقل أن تكون فرحته هستيرية هكذا لمجرد التأهل!. لم تكن فرحة المدرج الأخضر ولاعبيه بالأمس مجرد فرحة بالتأهل، بل كانت فرحة بمنتخب طال انتظاره، منتخب سيوقد شعلة الكرة السعودية مجدداً في المحافل الدولية، الشعلة التي خمد لهيبها في سنوات مضت، حتى كدنا نفقد الأمل ونحن نرى مستويات باهتة لا تمثل أسياد آسيا ولا تمت لهم بصلة. تففن تيسير في قيادة خط المقدمة بصناعته للعب حتى أصبحت كل هجمة سعودية تمثل هدفاً محققاً على المرمى العراقي، وأثبت أن مازال لديه الكثير ليعطيه منتخب بلاده، ونجح ناصر الشمراني عندما مُنح الفرصة باللعب كأساسي لتكون له كلمته في أرض الميدان، ولا يعني ذلك أن أنسى دور الدفاع في التفاني عن العرين الأخضر أو باقي اللاعبين، فكل كانت له بصمة وبطريقته الخاصة. أتمنى أن لا تنسينا الفرحة مناقشة السيد لوبيز وبعقلانية الأخطاء التي وقع فيها المنتخب في ظل الغياب التام لمحاور الارتكاز، حيث كانت كل هجمة للعراق تدق ناقوس الخطر على المنتخب السعودي. كما آمل من لاعبي المنتخب أن لا يركنوا على التأهل فقط، فالتأهل وحده لن يخلد اسمائهم في ذاكرة الكرة السعودية، فكم من لاعب مازال يلعب وتم كشط اسمه من سجلات الذاكرة، وكم من نجم غمضت عيناه وهو لا يزال يعيش في ذاكرتنا، فالكرة عطاء وتفاني لا اتكال وأماني.