الكاتب فتحي بن هادي نال الأهلي فوزاً مستحقاً وبخمسة أهداف مقابل هدف على مضيفه نادي النهضة العائد لدوري الأضواء، بعد رحلة طويلة دامت لأكثر من عشرين عام. لعب بيريرا بتشكيل وتوزيع للأدوار في قمة العقلانية فقد وازن ما بين الهجوم والدفاع وسرعة الارتداد في بناء الهجمة المرتدة نسبياً، بعد أن قام بغرس برونو سيزار في منطقة الجناح الأيسر حيث أبدع في المهام الموكلة إليه. أثبتت لنا الأيام أن كل شيء قابل للتنازل حتى القناعات الشخصية، وها هو السيد بيريرا اليوم بدأ بالتنازل عن بعض قناعاته حتى وإن كان في بداية مشواره منها، فقد أيقن أن لكل لاعب خانته التي يبدع فيها، ولكل فريق نهجه الذي ينتهجه ولكل دوري آلياته التي يستخدمها. نجح بيريرا اليوم في إيجاد خانة برونو سيزار ولم يتبق عليه إلا أن يجد خانة تيسير المسلوبة وخانة بصاص الضائعة، رأينا مسبقاً كيف كان برونو يركض تائهاً في المعلب ولم يكن يجيد غير التسديدات ثابتة كانت أم متحركة، كما نعلم أيضا ما هي المهارات و الإمكانات لتسيير ومصطفى بصاص المغيبة في الملعب، فتيسير لا يجيد اللعب في مركز المحور المتأخر بقدر إجادته صناعة اللعب وتفكيك دفاعات الخصوم بالاختراقات، وندرك أيضاً مستوى ومهارات بصاص إذا ما لعب خلف المهاجمين أو في خانة الوسط الأيمن. آمل أن لا يركن السيد بيريرا على فوز فريقه على النهضة، فمع احترامي للنهضة ورجالاته إلا أنه يظل فريقاً متواضعاً مقارنة بالأهلي، ولا يمكن بأي حال قياس مستوى الأهلي بالفوز عليه. ما أستغرب منه هو التعامل مع بيريرا على أنه شخص إنجليزي، فكيف تجلب الإدارة له مترجم للغة ليست لغته، ولماذا لم تجلب إدارة الأهلي مترجم للغة البرتغالية التي هي لغة المدرب الأم. كيف لعاقل أن يتوقع نقل جميع أفكار مدرب كبير مثل بيريرا بلغة هو لا يجيدها أصلاً؟. نلتمس للسيد بيريرا العذر في مدى الضعف الذي يعانيه في اللغة الإنجليزية، وكلنا رأينا ضعفه الواضح في اللغة الإنجليزية من خلال المقابلات المتلفزة أو من خلال المؤتمرات الصحفية التي يقوم بها، والأهم هو كيف سيستطيع شخص يتحدث بلغة لا يجيدها العمل على ترجمة أفكاره على أرض الواقع!. حتى وإن كان تحدث بيريرا باللغة الإنجليزية رغبة شخصية له فلا يليق بإدارة النادي الموافقة على مثل ذلك قرار، الأهلي أكبر من أن يكون مدرسة لتعلم اللغات. منذ انطلاق منافسات هذا الموسم يتضح لنا يوم بعد يوم نفاذ خزينة أفكار المدرب القدير فتح الجبال، وظهر لنا ذلك من خلال النتائج المتواضعة التي يحققها الفريق، وأغلب الظن أن الفتح أبعد ما يكون هذا الموسم لتحقيق لقب الدوري أو المنافسة عليه حتى، فبعد أن تغيرت سمعة الفريق لدى المنافسين بعد تحقيقه للقب الدوري الموسم الفائت، لم يعد يستطيع الاعتماد على النمط التقليدي بالتكتل الدفاعي واللعب على الهجمات المرتدة. مازال الشباب يعاني من خروجه الآسيوي، وعلى الإدارة البحث عن خبير نفسي لإخراج اللاعبين من هذا المنعطف الخطير قبل أن تطير الطيور بأرزاقها. فتحي بن هادي أبوعامرية @Fathi_Hadi