الكاتب فتحي بن هادي من أمن العقاب أساء الأدب، لم نجد بد من قول ذلك على جماهير امتهنت أذية الآخرين، ليس بنشر أفكار تدعوا للتعصب والحزبية وكسر الأعراف والتقاليد وحسب، بل بإلحاق الأذى بالأطفال الأبرياء بلا رادع ولا مانع. لم ترى تلك الجماهير ما يوقف نهم تعاليها على الروح الرياضية بل والأخلاق والأعراف في مجتمعنا المسالم، فقد نظرت من حولها ولم تجد ما يلجم كبواتها وفعلت ما يحلوا لها. لم يجف دم الطفل الأهلاوي بعد، الم الذي نزفه ذلك الطفل البريء الذي لاحول له ولا قوة في بطولة التنس العام المنصرم، جراء همجية بعض الجماهير الاتحادية في مقر ناديها بجدة، وإلحاق إصابات به جعلت دمه يسيل في مقر ناديها. ما أشبه اليوم بالبارحة، هاهو ذات المشهد يتكرر من قبل بعض الجماهير المحسوبة على نادي كبير مثل الاتحاد، لم تجد رادعاً يكبح جماع رغبة إراقة الدماء بها، وللأسف أتت المحصلة النهائية بإصابة طفل أهلاوي آخر في نفس المكان مع اختلاف الزمان، ذهب هذا الطفل ضحية لهمجية غير مبررة من جمهور، جمهور لم تمنعه شيمة الضيافة من إلحاق الأذى بأطفال أبرياء. لماذا لا نرى مشاهد مماثلة في ملاعب أندية أخرى، ولماذا نفس الجماهير طرف ثابت في كل تلك المشاكل، سؤال نطرحه على مائدة إفطار لجنة الانضباط الموقرة، فلا أبالغ حين أقول أن تلك الجماهير قد تيقنت بأن لا عقوبة ستلحق بها، فلك تجد بد من تكرار ذات المشهد، يقيناً منها بأن هذا الحدث سيمر مرور الكرام كمرور سابقه. في حدث غير مسبوق في الموسم الفائت، بادرت الجماهير الاتحادية بحصار جماهير أهلاوية داخل مقر ناديها بعد أن ألحقت بها بعض الإصابات، وبصعوبة فك رجال الأمن ذلك الحصار عن الجماهير الأهلاوية، وتم إخراجها فقط بما لحق بها من ضرر، علماً أنها لم تأت إلا لتساند فريقها كعادتها وفي أي مكان، ولم نستغرب حين نرى اليوم نفس السيناريو يتكرر بقصف جوي من المدرجات الإتحادية، فقد كانت لهم سوابق تحكي ما سيحدث بالغد. لو أن لجنة الانضباط كانت حازمة في قراراتها بالفعل، لما تتكرر نفس المشاهد مرة تلو الأخرى، ولو أرادت بالفعل إيقاف هذا المسلسل لمنعت نادي الاتحاد من استضافة المباريات في مقر ناديه، طالما أن مثل تلك المشاهد المأساوية تتكرر من جماهيره وبين جنبات ناديه مرة تلو الأخرى. لا ألوم الجماهير الاتحادية متى ما مارست هوايتها في ضرب الضيوف أو إلحاق الأذى بهم، فهي لم تجد مانعاً من تكرار المشاهد ذاتها، ولكني سأضع الكرة في ملعب لجنة الانضباط فهي المسئول الوحيد عن إيقاف مثل هذا المسلسل التركي الرخيص قبل حدوث مالا يحمد عقباه وعندما لا ينفع الندم. @Fathi_Hadi