الكاتب فتحي بن هادي لكل سبب مسبب، ولكل مسبب سبب، ليست أحجية بل قراءة منطقية في أوراق الكرة السعودية، فلو نظرنا بعين العقل للسِّر الذي يختبئ خلف تراجع مستويات الكرة السعودية، سنجد أنفسنا أمام واقع فرض نفسه على مجتمع تملكه حب كرة القدم من أخمص قدمه لشعر رأسه. عندما تمثل السقوط على الحكم وتجد نفسك أمام بطاقة صفراء أو تجاهل على أقل تقدير، لن تكرر فعلتك هذه إلا مرات بسيطة وستتوصل لقناعة مفادها أن ممارسة كرة القدم للرجال فقط، وهذا هو الطبيعي في ركن من أركان الكرة الأرضية، الأدهى متى ما وجدت تجاوباً إيجابياً باحتساب خطأ لصالحك، سيحلو لك الأمر وستتخذها طريقة مثلى للتوقف عندما يتملكك شعور بأنك ستفقد الكرة في أي وقت. لم يتفوق الغرب علينا رياضياً في مهارة لعبهم للكرة فقط، بل تفوقوا كذلك في ترميم جميع دعامات كرة القدم من حكام وملاعب و منشئات رياضية وغيرها من الأشياء التي تصاحب الارتقاء بكرة القدم. يمتلك لاعبونا المهارة الكافية التي تؤهلهم لمصاف الكرة العالمية، ولكن ليست المهارة وحدها ما تؤهل للكرة العالمية، بل أن أعظم ما ينقص لاعبينا هو الفكر الاحترافي الذي يدير هذه المهارة، فالاحتراف لا يعني المهارة فقط، بل هو ما يعني بكيفية الحفاظ عليها، ولو جربت وأحضرت كريستيانو رونالدو، منذ نعومة أظافره وزجيت به في ملاعبنا، لن تجده على ماهو عليه الآن، بل ستجده لاعباً هزيل كثير السقوط مع أدنى احتكاك، وأي لاعب آخر سيحذوا حذوه متى ما وجد حكاماً لا يفرقون ما بين اللعب الرجولي والتساقط. الاحتكاك المباشر واللعب الرجولي سمة تميز كرة القدم عن سواها من الألعاب، ومن أراد المنافسة في مضمارها، عليه أن يضع نعومة الإناث جانباً و يتلبس خشونة الرجال وصلابتهم. انتكاسة كرتنا لم يأت من فراغ، بل أثبتت الأيام أن تفوق منتخبنا في عصر جيله الذهبي هو الذي أتى عن طريق المصادفة، حيث برز جيل محب لكرة القدم، رضع فنها منذ نعومة اظافره، فبرزوا وكانوا ظاهرة لا أظنها ستتجدد في ملاعبنا قبل تصحيح الأوضاع المتردية. إذا حاولت إحصاء سقوط اللاعبين في أي مباراة في بطولة الأبطال الأوروبية أو كوبا أميركا أو بطولة أمم أوروبا ستُعد على الأصابع، وبالمقابل عندما تشاهد مباراة في دورينا ستخجل لعدم استمرار اللعب لخمس دقائق فقط دون سقوط أحدهم. أنظروا لتفوق منتخبات القارة السمراء وكيف أن صلابة أجسادهم منحتهم التفوق البدني على الخصوم حتى نافسوا المنتخبات العريقة في أوروبا، ثم قارنوا بينها وبين كرتنا المعاصرة التي كان الحكام سبب رئيس في انتكاستها، ويا ليتهم يعون ذلك ويتلافوه لنقارع الكبار!. @Fathi_Hadi