بدأت فكرة تشفير الدوري السعودي عندما أشترت اوربت حقوق نقل المباريات غير المنقولة على القناة الرياضية وهو الأمر الذي لقي نجاحاً جزئياً كون هناك عائد أكبر على الأندية من وراء النقل فمن جهة كانت قيمة المباراة المنقولة على اوربت اعلي بكثير من القناة الرياضية وكانت الجماهير تحضر بكثافة خصوصا للأندية الجماهيرية داخل وخارج ملاعبها. هذا المشروع فتح أبواب الوظائف أمام الكوادر الإعلامية للعمل مع اوربت وزاد من مساحة التغطية وإن كانت قيمة الاشتراك مرتفعة نسبياً ولا يستطيع معظم المشاهدين متابعة المباريات إلا عبر الحضور للملعب او عبر المقاهي التي توفر تلك الخدمة. هذا النجاح أغرى الارتي للدخول للسوق الرياضية حيث رفع راديو وتلفزيون العرب قيمة الدوري وفتح قنوات خاصة لنقل الدوري كاملاً سواء منقول أو غير منقول على الرياضية السعودية. ورغم البرامج العديدة والتغطيات الهامة التي منحتها الارتي للدوري إلا إنها بالغت في رفع الأسعار كما أنها حددت 90 مباراة تنقل على المفتوحة مما أحرج التلفزيون السعودي الذي وجد نفسه مرغماً على جدول الارتي. وهذا الوضع زاد من حضور الجماهير للملاعب وارتفعت العوائد للأندية وزاد عدد الموظفين في القناة .. ولكن الارتي وفي آخر عقدها قررت الخروج نهائياً من السوق الرياضي وباعت جميع حقوقها على الجزيرة التي اشترطت إيقاف برنامج الجولة الشهير آنذاك. وفي ظل تعود المشاهد على نقل جميع مباريات الدوري وفي ظل ارتفاع قيمة المسابقة الأقوى خليجياً صدر أمر ملكي بمنح كافة حقوق النقل للقناة الرياضية . هذا التوجيه الكريم منح المشاهد فرصة متابعة كل المباريات مجاناً على قناته السعودية والتي افتتحت 6 قنوات لتقديم المنتج الكروي بنفس الجودة وشمولية التغطية. لكن سلبيات النقل المفتوح أفرزت غياباً جماهيرياً عن المدرجات قياساً بزمن التشفير بل أن المردود على القناة الرياضية محدود بالعوائد الإعلانية والتي تذهب لخزينة التلفزيون ولذا فقد تضاءلت فرص العمل للطواقم المساعدة فيما تحاول القناة الارتقاء بمستوى النقل عبر التعاون مع شركات إنتاج متخصصة. ويعتبر التشفير أحد الحلول الممكنة لإعادة جذب الجماهير للمدرجات على أن تكون أسعار الاشتراكات في متناول الجميع وأن تكون القنوات المفتوحة لها النصيب الأكبر من المباريات المهمة والحساسة . أما المطالب بعدم نقل المباريات واستبعاد التشفير فليس حلاً منطقياً فهو لن يزيد مداخيل الأندية وقد تكون المباراة حافلة بالأحداث التي تتطلب عرضها تلفزيونيا كما إن الشركات المعلنة ترغب في ظهور إعلاناتها على الشاشة وانعدام النقل سيقلل حظوظ الأندية من الاستفادة من شركات الرعاية.