يُعتبر التنافس في أي مجالات الحياة أمرًا طيبًا , و يزيد ذلك التنافس تألقًا و عطاءً إن وضِع له ضوابط و حوافز مختلفة, و منها التنافس الرياضي الشريف الذي يلعب دورًا إيجابيًّا في النهوض بالرياضة , حيث يساهم في الارتقاء بشخصية اللاعب الرياضي و تقديم الجهود الجيدة , وتنمية مهاراته و وتطوير قدراته العقلية والنفسية والإرادية في ظل اللوائح و القوانين الرياضية رغبة في الفوز بالبطولات , و الحصول على المكافآت, وظهور المواهب الرياضية الشابة التي تنقش أسماء أنديتها بمداد من الذهب, ويبيّن نتائج التدريب و مهارات اللاعبين , ومدى تأثر اللاعبين بالعوامل النفسية,وقبول قرارات الحكام , والحرص على اللعب النظيف والتواضع عند الفوز و يحقق العديد من الأهداف السامية كالاجتماعية و الاقتصادية و التربوية, وإشباع الميول الرياضية بالتشجيع السليم ( فالرياضة فن و أخلاق ) فهذه من العوامل التي تدفع الرياضيين إلى مزاولة النشاط الرياضي للوصول إلى المستويات الجيدة. ولقلة الوعي الرياضي يكون للتنافس الرياضي أثر سلبي ,لأنه يتأثر بالعوامل النفسية و السلوكية أكثر من غيره من الأنشطة الأخرى . فالمنافسات الرياضية فردية كانت أو جماعية تحظى بالكثير من التشجيع والحضور الجماهيري, و تكثر فيها اللوائح الرياضية الخاطئة , و لا تخلو من مشاركة الشباب قليلي الخبرة في المباريات,وعدم الاستعداد النفسي , والخوف من المسؤولين و الإعلام و يكون فيها الفوز و النجاح أو الهزيمة والإخفاق , وتتطلّب بذْل اللاعبين قدراتهم المهارية والنفسية لتقديم الأفضل والفوز, و تحقيق المستوى الرياضي المنشود، و رفْع اسم الوطن , و تألق مستوى الفريق ,و تحقيق الشهرة و البطولات , فزادت الأندية , و تنوعت الجماهير, و تعلّق بهذا التنافس الوسط الرياضي صغارًا و كبارًا , واختلفت الميول و الآراء وغاب الجانب التربوي و التوجيه السليم, فزادت المشاكل و الخلافات, واشتد العنف وكثرت الإصابات في الملاعب, و انتشرت العداوة , و تعرقلتْ المواهب, فأثر ذلك على الرياضة , و سلَب المتعة و الإبداع , واشتد التعصب الرياضي و التشجيع الخاطئ بين الرياضيين كالتهكم و استخدام الألفاظ النابية, وكثرة التصريحات و النقد غير الهادف من المسؤولين و الكتابة على المرافق العامة.فأين الروح الرياضية عند المجتمع الرياضي؟! أيعرفونها عند الفوز, و ينسونها عند الهزيمة؟! لذلك ينبغي على المسؤولين تكثيف الوعي الرياضي و تكثيف البرامج التربوية في وسائل الإعلام و استضافة التربويين ومناقشة تلك السلبيات , و البحث عن الحلول المناسبة لها من أجل الرقي بالرياضة أخلاقا و إبداعا و إمتاعا .