قطع منتخب البرازيل تذكرة العبور إلى الدور نصف النهائي، بعد أن حقق انتصاره الثاني على حساب المكسيك بنتيجة (2-0)، في اللقاء المثير لحساب الجولة الثانية من المجموعة الأولى لبطولة كأس القارات. لم يتأخر أصحاب الأرض كما هي عادتهم في التقدم للهجوم بشكل سريع بهدف فرض الضغط على المنافس ورفع حماسة الجمهور، ولذلك كان وصول "سيليساو" يسيراً نحو مناطق الخطر الحقيقية، سدد مارسيلو كرة أرضية لم تقلق كورونا (3)، لكن كل ذلك أكد بأن ترجمة الهجوم لن تطول. بالفعل تقدم داني ألفيش من الجهة اليمنى ورفع الكرة داخل المنطقة، حاول رودريجز إبعادها، لكنها ذهبت أمام نيمار "المتربص"، فلم يتوانَ عن تسديدها بسرعة وقوة لتهز الشباك المكسيكية، الهدف الأول (9).
منح الهدف الكثير من الثقة للبرازيليين للهدوء أولاً، ومواصلة الإيقاع الهجومي والأهم من ذلك السيطرة على مقاليد الأمور، ولاحت بعد دقائق فرصة أخرى أمام نيمار، حين وصلته الكرة على خط المنطقة، وسدد بقوة علت العارضة بقليل (24).
كان لابد على الضيوف الهدوء وعدم التسرع في التقدم وترك المساحات، ورويداً رويداً، بدأ جواردادو وميير مع دوس سانتوس بنسج الهجمات، وقد منحت تلك الفرصة السابقة التي انتهت عند ميير وسددها زاحفة ومرت بجانب القائم بقليل (16) منحتهم الثقة على قدرتهم في التوغل وإقلاق راحة الدفاع البرازيلي.
وهذا ما حصل عندما بدأ ثنائي قلب الدفاع سيلفا ولويز بالعمل كثيراً لتغطية البوابة الأمامية واللحاق ب"تشيشاريتو" والقادمين من الخلف، وجاءت المساندة من جوستافو وباولينيو، ورغم التواجد المكسيكي في مناطق البرازيل الأمامية إلا أن سيزار بقي دون خطورة، باستثناء تلك الكرة التي سددها دوس سانتوس وارتدت من الأرض وتعامل معها على دفعتين، ثم بالكرة المباشرة التي لعبها نفس اللاعب دوس سانتوس ومرت فوق العارضة قبل صافرة النهاية.
واصل سيليساو أسلوبه الهجومي في بداية الشوط الثاني، ولاحت فرصتان مثاليتان للتسجيل، الأولى وهي الأخطر، عندما تبادل هالك الكرة مع نيمار، فتركه الأخير بمواجهة الحارس إلا أنه سدد بدون تركيز بالشباك الجانبية (54)، وما هي إلا لحظات عندما اخترق نيمار منطقة الجزاء بشكل جانبي، وسدد كرة زاحفة مرت من أمام القائم (56).
وعلى إثر الرغبة المكسيكية في التقدم للهجوم سعياً وراء التعادل، قام سكولاري بتعزيز الوسط، فأشرك هيرنانيز، وأصبح "سيليساو" يعوّل أكثر على الارتداد بهجمات سريعة، فقام باولينيو بمشوار طويل تجاوز فيه بعض المدافعين ثم منح نيمار الفرصة، فسددها الأخير في الزاوية الضيقة ليبعدها كورونا للركنية (64).
ومع مرور الوقت قرر المنتخب المكسيكي الدفع بكل قوته نحو الهجوم، وهو ما تعامل معه البرازيليون بكل جدية، وكان من الصعوبة بمكان أن يجد الضيوف الطريق "سالكة" نحو مرمى سيزار، وباستثناء تلك الكرة العرضية التي عكسها باريرا ومرت عن تشيشاريتو وملاحقيه من الدفاع، ووصلت نحو الجهة الأخرى فأراد جواردادو تسديدها نحو الشباك شبه المشرعة، لكن لويز كان بالمكان المناسب لمنع الخطر (82).
حاول سكولاري تنشيط الهجوم، فأشرك لوكاس وجو لمساعدة نيمار في التقدم، ولكن ظلت الكثافة "منقوصة" حتى اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع التي كان فيها نيمار يتلاعب بالدفاع، ويتجاوز ثلاثة مدافعين بلمحة واحدة، ويمرر نحو جو الذي هز الشباك دون عناء، مؤكداً انتصار البرازيل، في الدقيقة 93.