يعتبر بتال القوس أحد صناع الثورة الإعلامية لا سيما في المجال الرياضي عندما انتهج اسلوباً مغايرا في إدارة الحوارات المباشرة ونجاحه في استنطاق الضيوف وانتزاع الاجابات التي يبحث عن المشاهد وكانت الخطوات الأول لجنتلمان العربية عبر البرنامج الحواري الشهير المواجهة. هذا التوجه الجديد عبر الإعلام احدث تغييراً جذرياُ في تعاطي المحاورين مع البرامج تأثرا بالطريقة الحديثة التي اتبعها القوس. وهو شبيه بما حدث للإعلام ككل بعد ظهور قناة الجزيرة التي فتحت آفاق أخرى للتغطية الإخبارية مصحوبة بهامش حرية أكثر جراءة. ولأن الاسلوب الناجح يجذب المتابعين فقد دأب بعض الإعلاميين من مقدمي البرامج تحديدا إلى محاولة محاكاة وتقليد بتال القوس مع عدم الالمام بكافة تفاصيل المشهد فخرج المنتج مشوهاً ومفككاً وغير قابل للإقناع. إن أسلوب التقليد في ذاته ليس عيباً فكل اتجاه حديث لا يعني إتباعه تقليد بقدر ما هو جنوح نحو الإبداع ولكن مع التقيد بشروط الابتكار وإضفاء الطابع الشخصي مما يجعله أسلوباً متفرداً وعصرياً ومقبولاً. ومن الابجديات التي ساهمت في نجاح القوس كان التحضير الجيد والإلمام بتفاصيل القضايا المطروحة ثم تسلسل الحوار على سيناريو ممنهج يؤدي في النهاية إلى حلقة ثرية بالمعلومات موجزة التفاصيل وعالية الجودة وابرز ما يميز المحاور الناجح هو احترام الضيف والمشاهد واستدراك الشطط إن حدث لا المكابرة والتضليل وفرد العضلات. وللأسف إن اسماء إعلامية من المفترض أن تكون ذات طابع مميز بها سارت في ركب التقليد ومارست التمثيل على المشاهد وأسرفت في الاسفاف مما افقدها احترام الضيف والمشاهدين . وليس على المحاور الناجح ان يبحث عن إحراج الضيف او تنصيب نفسه كمحقق جنائي بل هي ملكات وموهبة يجب ان تصقل بما يتواءم والآداب المهنية. يقول الكاتب محمد الدويش كل محاور مذيع ولكن ليس كل مذيع محاور وهو طرح اتفق تماماً معه فأدبيات الحوار الراقي تختلف عن الردح والملاسنات والاتهامات التي اصبحت ممجوجة ومستهلكة وتتكرر كل ذات حوار وبنفس الادوات الاستفزازية. ليت محاوري الفضاء ينتبهوا إلى اهمية ان يكون النقاش للتوضيح والتوجيه والمعلومة وليس للسخرية والاستهزاء والعزف على عاطفة الجماهير بحجة الشفافية والمكاشفة وتلقين الضيوف ما يجب قوله بطريقة أقرب إلى الفضيحة.