اللاعب الموهوب الخلاق عملة نادرة وأن كانت الكرة الآن باتت تعتمد على الالتزام التكتيكي كثيراً وبه يمكن تعويض دور اللاعب الخلاق إذا لم يوجد بالفريق و غالباً ما يلعب صناع اللعب الموهوبين الخلاقين بالقدم اليسرى وهذا ليس بمحض الصدفة وإنما هو من صنع الخالق الوهاب وسوف أشرح لكم كيف يكون ذلك. يتكون العقل البشري (المخ) من فصين متماثلين تماماً يكون الفص الأيسر من المخ هو المحرك للنصف الأيمن من الجسم وهو الذي يعطي الإشارة لكل الأجزاء اليمنى من الجسم ويحركها كالقدم والذراع والكف وغيرها والعكس تماماً فالفص الأيمن من المخ هو الذي يشغل الأعضاء اليسرى من الجسم … ويعمل الفصان معاً بتناغم ولكن لابد وأن تكون السيطرة لأحدهما على الآخر.. وسيطرة نصف من المخ على النصف الآخر لا تلغية ولكن تكون هي هيمنة وسيطرة حتى لا ترتبك حركة الأنسان. وإذا ما علمنا أن الفص الأيمن من (المخ) توجد به المراكز المسوؤلة من الأمور الفنية والأحاسيس والمشاعر والأبداع .. بينما الفص الأيسر من المخ توجد به المراكز المنوط بها الأمور الحسابية والمنطق والتركيز والقدرة على الانجاز والتحمل … وهذا يوضح لنا لماذا معظم اللاعبين الموهوبين الخلاقين هم من أصحاب القدم اليسرى وذلك لأن النصف الأيمن من المخ (المسؤول عن الابداع والفنيات) هو المسيطر على عقولهم ومن ثم أجسادهم. نقاط تحت السطر : ماردونا .. ميسي .. ريفالدو .. دنليسون ..اوزيل .. وكل من يلعب بالقدم اليسرى تحس أنه يلعب بقلبه وعقله ولا يمكن أن تعتمد عليه في أدوار تكتيكية … وأهم صناع اللعب الموهوبين حالياً في الدوري السعودي هم برونو سيزار وايلتون وكماتشو والشلهوب وكلهم من أصحاب القدم اليسرى ولا تنسوا عموري الأمارات. اللاعب الموهوب والمبدع يأتي بأشياء غير متوقعة غالباً ما تكون هي الحل في الأزمات وهذه النوعية من اللاعبين تتوهج عندما تترك لها حرية التنقل والاداء دون التقيد بمركز أو تكتيك معين ويقل عطائها ويخفت ضوئها إذا ما أعطيت أدوار تكتيكية وقيدت حرياتها من قبل المدربين. أما اللاعب التكتيكي يبدع ويكون مفيداً متى ما نفذ تعليمات المدرب والتزم بها .. ويفقد هويته ويصبح تائهاً متى ما أعطيت له الحرية ولم تحدد أدواره في الملعب ويصبح ضرره أكثر من فائدته. الأهلي لديه لاعبان خلاقان هما برونو وتيسير ولديه عدد وافر من اللاعبين التكتيكين أمثال بصاص ومعتز والحوسني والسوادي وحتى الجيزاوي عندما يكون حاضراً … ولكن شخصية مدرب الأهلي ليست بالقوة المطلوبة ومن يسيطر على كبح جماح لاعبيه هو طارق كيال وشخصية الرمز الأهلاوي. أما في الإتحاد الجديد فاللاعبون الصغار يحترمون مدربهم فهو من كان معهم في الفئات السنية وهو من أعطاهم الفرصة ولذا تجد معظم الفريق ينفذ التعليمات بحذافيرها ويبذل كل جهده أولا لأثبات وجودهم وثانيا ردا للجميل لمن أعطاهم هذه الفرصة الذهبية. أهم نجوم الهلال الذين يعتمد عليهم في الفترة الحالية هم نواف العابد وسالم الدوسري وياسر الشهراني وكلهم لاعبين تكتيكين من الطراز الأول متى ما كان معهم مدرب ذو شخصية قوية يحترمه هؤلاء الثلاثة ويلتزمون بفكره وتكتيكه يكون الهلال فعالاً وخطيراً جداً ومتى ما لعبوا كل على طريقته الخاصة دون التزام بتعليمات المدرب فقد الهلال هويته وهذا ما حدث في مباراة لخويا … الشلهوب هو اللاعب الخلاق الوحيد في الهلال ولكن ضعف بنيته وتقدمه في العمر يحد كثيراً من إمكانياته في الوقت الراهن …. مدرب الهلال زلاتكو ليس مدرباً سيئا ولكن شخصيته ليست بالقوة الكافية حتى يلتزم كل من نواف وسالم وياسر بتعليماته . وفي الشباب يوجد مدرب صاحب شخصية قوية ولذا تجد كل من فرناندو وعطيف والخيبري وحتى تيجالي وناصر الشمراني يقومون بأدوارهم التكتيكية على أكمل وجه بينما تعطى الحرية لكماتشو ليتحرك كيفما يريد دون التقيد بتعليمات لأنه لاعب خلاق كل لمسة منه لها فائدة وإن قلت لمساته وحركاته. ونفس الحال ينطبق على الفتح .. كل الفريق يؤدي أدوارة التكتيكية بالمللي بأستثناء الموهوب اليتون الذي يتجول في ارجاء الملعب بحرية كيفما شاء ومتى ما شاء . وأخيرا في النصر عدم وضوح المهام يفسد العمل في النصر تداخل الادارة مع الجهاز الفني يربك اللاعبين فتضيع الطاسة وإلا فالنصر لدي لاعبيه إمكانيات رائعة لو وظفت بصورة سليمة وهيأ لهم الجو الصحي المناسب. الرمية الأخيرة : لم تتخذ لجنة الأنضباط أي عقوبة ضد الألفاظ العنصرية ولن نعترض على ذلك ولكن نتمنى أن تصدر لجنة الأنضباط الجديدة والتي سيبدأ عملها من بداية الشهر القادم تحذيراً شديد اللهجة لكل الأندية وجماهيرها وتوضح فيه أن عقوبة الهتافات العنصرية أو المسيئة ستكون قاسية وتحددها وبعدها لن يكون هنا تبريرات مثل هم قالوا كذا أو ليش ما عاقبو فلان … وعفا الله عما سلف وحنا عيال اليوم.