الكاتب فتحي بن هادي تحظى القناة الرياضية السعودية بدعم سخي من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين كأحد الركائز الأساسية التي تساهم في الحفاظ على شباب الوطن كثروة قومية تخدم الوطن ومصالحه بعيدة عن المؤثرات الخارجية التي تستهدفهم، ومع ذلك لا نجد سوى تجاهلاً مقيتاً للشباب من هذه القناة، فقد أبتعدوا كل البعد عن الأهداف التي أنشأت من أجلها. بدأت شعبية القناة الرياضية في التناقص شيئاً فشيئا، عوضاً عن الزيادة التي من المفترض أن تحظى بها. لتزيد معها شعبية هذه القناة وترفع أعداد المشاهدين بتنوع البرامج التي تستهدف فئة الشباب في المجتمع والفئات الآخرى حسب معايير وخطط ثابتة. تفتقد قناتنا الرياضية للفكر والتخطيط السليم الذي يمنحها درجة التفوق في ظل تنافس محموم تشهده الساحة الرياضية في منطقة الخليج العربي العاشق شعبها لكرة القدم حد الفتون، فمنذ سنوات مضت بدأ العد التنازلي لهذه القناة لتحتل مراكزاً متاخرة في سلم ترتيب القنوات الرياضية الخليجية إن لم يكن المركز الأخير حليفها. لم تستطع القناة الرياضية كسب الرهان لشراء حقوق نقل مباريات دوري الأبطال الأوربي أو حتى البطولة الآسيوية أو على أقل تقدير التفاوض مع الراعي الرسمي على نقل بعض المباريات مقابل منحهم بعض المباريات في دوري زين على سبيل المثال، فأين المفاوض الماهر الذي يبتدع ويبتكر الحلول المثلى لهذه القناة. لا يزال تنوع البرامج وتفردها ميزة تعطي القناة الفضائية شعبية أكبر لكسب شريحة كبيرة من المشاهدين، وبالتالي زيادة دخلها عن طريق الإعلان، أما قناتنا الرياضية تفتقد هذه الميزة، حيث لا يوجد تنوع في برامجها المطروحة لعدم وجود عقليات ناجحة تديرها، لدرجة أنهم لم يستقطبون أشخاص أكفاء قادرون على الابتكار بل دأبوا على جلب أشخاص يسعون لاقتناص المتاح في القنوات الأخرى وتقليده تقليداً حرفياً، ولهذا لن تشاهد برامج على قنواتنا العربية بشكل عام إلا وتكون نسخة كربونية من برامج أخرى تعرض في دول غربية. وللعلم جميع البرامج الحوارية وإن اختلفت مسمياتها وأشكالها ما هي إلا فكرة بدأت في إنجلترا وأخذت في الانتشار في الدول العربية. برامج المسابقات هي أحد الوسائل الناجحة في جذب أطياف شتى من المشاهدين، فلماذا لا يبتكرون برامج مسابقات عوضاً عن تقليد البرامج الناجحة الاخرى كالبرنامج الإنجليزي المكعب، أبلغ بنا العجز عن الابتكار إلى تسليم عقولنا لثقافات بعيدة كل البعد عنا؟ ألا تعجبون معي من التراجع الملحوظ لقناة سُخرت لها جميع مسببات النجاح من إمكانات مادية وبشرية، التي لو جيرنا ربع ما أتيح لهذه القناة لقناة أخرى لتفوقت على نظرائها من القنوات. فتحي بن هادي أبوعامرية للتواصل مع الكاتب Twitter @Fathi_Hadi بريد [email protected]