انطلقت صافرة البدء في دوري زين للمحترفين وبدأ يظهر معها مدى الاستعداد الفني والبدني و مدى جاهزية كل ناي على حدة، فهنالك من أستعد للدوري استعداداً جيداً ومنهم من لم يعد العدة ومنهم من ذهب للترفيه وعاد بخفي حنين، فتباينت مستويات الفرق المتنافسة وأتضحت الصورة جلية منذ الجولة الأولى لمن أراد المنافسة على الظفر بلقب الدوري ومن رغب التنزه في متاهات الدوري. عسكر نادي الهلال بألمانيا بما يتجاوز مبلغ المليوني ريال، لم كفي ذلك المبلغ لإخراج أنياب الأسد الهلالي، والذي يبقع حبيس قفص أحكمت إغلاق قضبانه ظروف قاسية مر بها النادي ولم يستطيع تجاوزها، فمع بداية الجولة الاولى بدا الزعيم مترنحاً متخبطاً ولم يستطيع تجاوز هجر مع فائق إحترامي وتقديري لنادي هجر ومسئوليه لكنه لا يقارع نادي كالهلال، أما في الجولة الثانية قام أبناء الواحات بالقضاء عليه وهزموه شر هزيمة على أرضه وبين جماهيره، وذهبت المليوني ريال المصروفة على معسكر ألمانيا سدى، بالرغم من أن الهلال يمتلك مدرباً على طراز رفيع مثل الفرنسي كومبواريه إلا أنه يقف عاجزاً أمام البدائل المتاحة بين يديه، فهو لا يمتلك عصا موسى ليصنع بها المستحيل، كما أن الخيارات أمامه محصورة مابين لاعب متهالك او لاعب لا يصنع الفارق سوى اللاعب ويسلي أو الكوري لو الذان لا يستطيعان اللعب وحيدين فلا يزالان بحاجة باقي اللاعبين. يرمي بعض اللائمون أصابع الاتهام على الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي لا ناقة له في تلك الإخفاقات ولا جمل، صحيح أنه تسلم النادي في أوج عطائه ولكنه كان يفتقد لقاعدة الأجيال الناشئة التي يرتكز عليها أي نادي عريق فكان السقوط أمراً مقدراً له، وما بين عشية وضحاها أصبح النادي يعج بالعواجيز واللاعبين المتهالكين منتهي الصلاحية، ولا أعيب على سموه سوى عدم قيامه بغربلة شاملة تطال جل لاعبي الهلال بما فيهم المدعين النجومية، كما أعيب عليه أيضاً عدم صرف النظر عن المعسكرات الخارجية سيما أن فريقه متهالك ولا يمتلك اللاعبين الذين يصنعون الفارق، فمن باب أولى استثمار تلك المبالغ في جلب بعض النشء من الأندية المغمورة وأندية الدرجة الأولى لسيفيد النادي لسنوات قادمة ولسد بعض الثغرات في الفريق. الأسد الهلالي الذي عهدناه فيما مضى من سنوات أصبح شيخاً كهلاً بالي الأنياب لا يقوى على الظفر بفريسته، وأصبحت لا تهابه حتى أصغر الأندية، ولا أكذب عليكم متى أقول أن الهلال يحتاج وقت طويل للعودة لما كان عليه فالنزول للهاوية سريع ولكن الصعود لها شاق جداً. فتحي هادي أبوعامرية https://twitter.com/Fathi_Hadi هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته